~: اترك طفلك يخطئ ليتعلم :~
بكر عبدالرحمن
لا تستغربوا من العنوان نعم اتركوا أطفالكم يخطئون الخطأ هو أكبر معلم لهم وقد لا يختلف اثنان على أن التجربة والخطأ كلاهما من أهم الأمور التي تدفع الإنسان وحتى الطفل للتعلم.
عندما يخطئ الطفل ومن ثم يتعلم من خطأه فهذا الأمر لن ينساه وما تعلمه سيحفر في دماغه ومستقبلا سيقيه من الوقوع في نفس الخطأ ونتيجة لهذا الأمر أن الطفل بعد أن يخطأ ويتعلم أمرا من خطأه يصبح أقوى وأكثر حرصا ووعيا في المرة القادمة.
ولكن ما هو نوع الخطأ المسموح به؟؟
أن نترك الطفل يخطأ ليتعلم من خطأه هذا لا يعني أن نشرع له كافة الأبواب ونطلق العنان له إنما معناه انه بين الحين والآخر إن شاهدتم طفلكم يهم في ارتكاب خطأ ما نتائجه ليست كبيره اكتفوا بالمراقبة له ولسلوكه إثناء ارتكاب الخطأ وبعد ارتكابه.
المراقبة أمر بالغ الأهمية ليقف الوالدين على الطبيعة السلوكية لشخصية الطفل ودراستها جيدا بشكل سريع وبديهي، والأفضل ترك الطفل برهة من الزمن لمراجعة حساباته.
بعد أن تركتم الطفل يقبل على ارتكاب الخطأ ومن ثم تم منحه فرصة التأمل بعمله حان الآن وقت التدخل من الوالدين.
كيف نقتحم لحظات التأمل عند الطفل بعد ارتكابه الخطأ ؟؟
من الخطأ أن نقبل عليه ونقتحم لحظاته بسرعة والأكثر خطأ أن نخبره أننا كنا نراقبه وتركناه يفعل ما فعله، لذا فمن المهم أن يكون التعامل معه وفق خطوات مدروسة كما يلي:
1- الخطوة الأولى هو أن نشعر الطفل أننا بقربه وان نحاول خلخلة لحظات التأمل التي يعيشها.
2- الجلوس قرب الطفل مع إعطائه شحنة عاطفية إما بقبلة أو ضمة إلى الصدر وهذا مهم لإدخال الاطمئنان إلى قلبه وانتزاع الخوف.
3- المرحلة الثالثة وهي الأهم وتكمن في الدخول في صلب العمل الذي قام به والأفضل دفع الطفل بان يخبرنا بالأمر من تلقاء نفسه وفي حال عدم إقدامه على مثل هذا التصرف البدء بحوار بسيط معه وإشعاره بالراحة وإخباره أنكم تشعرون بان أمر ما حدث معه أو انه ارتكب أمر ما ومن ثم التوجه للطفل بالقول إن أحببت أن تشاركنا في هذا الأمر لن تجد منا إلا كل تعاون وتفهم له فقط نريد أن نتشارك معك ونساعدك.
4- أغلب الأطفال بعد أن يشعروا بالاطمئنان من قبل الأهل يبدأون بالتحدث وهنا على الأهل أن يتصفوا بحسن الإصغاء للطفل وهو يسرد عليهم الخطأ الذي ارتكبه.
5- في هذه المرحلة نكون قد استمعنا للطفل واطلعنا على وجهة نظره نبدأ بطرح أفكارنا وطرق معالجتنا للأمر عليه بأسلوب ممتاز.
6- قطعا لا ينصح بان نتوجه للطفل بالقول لا يجب عليك أن تفعل كذا ويجب أن تفعل كذا فهذه أوامر والطفل ألان أخر ما يحتاجه هو سماع الأوامر بل الأفضل أن نخبر الطفل أننا استوعبنا الأمر والتوجه إليه بالقول لو كنا مكانك لفعلنا كذا وكذا ولتجنبنا الخطأ (يعني تقديم التوجيه بأسلوب المشاركة لا الأوامر ).
7- يفضل عدم الإطالة في معالجة الأمر بل اتباع أسلوب المختصر المفيد وان ننهي كلامنا بالسؤال للطفل ماذا تعلمت من هذا الخطأ غالبا الطفل يدرك الصواب بعد ارتكابه الخطأ ولكن إن تعذر عليه هذا نعود للأسلوب القديم بالأعلى ونتوجه بالكلام إلى الطفل قائلين لو كنا مكانك لتعلمنا من هذا الخطأ أن الصواب كذا وكذا .
8- اجعلوا خاتمة حديثكم مع الطفل العبارة التالية ( لا مشكلة بان ترتكب الخطأ ولكن المشكلة تكمن في عدم الاستفادة من الخطأ والخطأ إن كان سيعلمك أمرا جديدا فلا بأس به ).
والأهم من هذا أن تخبروه أن الطفل مع تخطيه لكل مشكلة جديدة فهو سيصبح أقوى في المرة القادمة وستقل نسبة أخطائه هذا الأمر مهم لرفع معنويات الطفل ولدفعه للثقة بنفسه وازرعوا في نفس الطفل شعور أنكم بجانبه دوما لا تقودوه إنما تراقبوه للإرشاد.
وأخيراً يجب أن نعلم بأن الطفل لن يتعلم من خطأ واحد بل عليه أن يخطئ مرارا وتكرارا ليتعلم ومع كل خطأ جديد هناك تدعيم جديد لشخصيته فلا تزعجكم كثرة الأخطاء طالما ستبقون بقرب الطفل دوما.
ولكن إن وقع الطفل في الخطأ مرتين عليكم إعادة النظر في طريقة تصرفكم معه ويكون هذا بعد الاطلاع عن كثب على الركائز الأساسية التي تقف عليها شخصية الطفل إضافة إلى إعادة النظر بطريقة التربية المتبعة منكم فربما بها ثغرات أساءت للطفل وجعلت شخصيته غير مكتملة.
ولا تنسوا أمرا أن درجات الذكاء مختلفة بين طفل وآخر وهي تلعب دورا هاما في شخصية الطفل وفي القدرة على التعلم ولكن مع تكرار المحاولة تصل الفكرة لذهن الطفل.