دور الجهل وجهلاء رجال الدين في تعطيل العقل وتنمية الإرهاب
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد بن عبد الله سيد الأولين والآخرين وآله الغر الميامين وصحبه أجمعين..
أخوتي الأكارم :
أما بعد ..
أسئلة كثيرة نطرحها دائماً على أنفسنا في حياتنا اليومية ولعل من أهم هذه الأسئلة تلك المعنية بحياتنا الدينية، فإن لم نستطع إيجاد أجوبة بأنفسنا نجد أنفسنا مضطرين لطرح هذه الأسئلة على من يعتبر مصدراً ومرجعاً لأمورنا الدينية والذين نعتبرهم مصدر ثقة وعلم، لكن إن كان المصدر الذي استغثنا به ليس كما ينبغي أن يكون عليه ولم يستطع إعطائنا أجوبة مقنعة بدليل وبرهان لما يخالج أنفسنا وعقولنا من أسئلة تطرحها ذواتنا فسنصاب بإحباطٍ وخيبة أمل فظيعة ستنعكس على ثقتنا بـ (رجال الدين) الأمر الذي سيكون له تبعات خطيرة على حاضرنا ومستقبلنا وديننا ودنيانا، وطبعاً نحن هنا نقصد بكلمة (رجال الدين) الدين كفكر وعقيدة إنما نقصد أولائك الأشخاص الذين يعملون من أجل الاستفادة من هيبة هذا الفكر والعقيدة دون أن يحملوا العلم الكافي لأداء هذه المهمة الصعبة التي لا تستحق الجدير إنما الأجدر ..
ومن الحقائق الأساسية في الدين الإسلامي هو أن طلب العلم فريضة على كل مسلم ، وهو ما أشار إليه المصطفى عليه صلاة الله وسلامه ( وخاصة العلم الديني ) . فالمسلم يجب أن يكون عالماً بأمور دينه يعرف الحلال فيقوم به ، ويميز الحرام فيجاهد في الابتعاد عنه . ولذلك مصطلح رجال الدين - المشايخ بمعناه اليوم مصطلح غريب على الدين الإسلامي الحنيف، فليس في الإسلام رتبة رجل دين أو صاحب كهنوت أو قس أو غير ذلك من المراتب الدينية . بل فقط "أهل ذكْر " أي أهل العلم .
أما في يومنا هذا فنحن نرى أن البعض ممن يصعدون منابرنا و يؤمّون صلاتا في مساجدنا لا يحملون صفات رجل العلم أبداً ، وما هم إلا رجال دخلوا المدارس الشرعية البسيطة وتخرجوا فيها قبل إتمام العلوم الشرعية ، واتخذوا ملابس كهنوتية من عمامة وغيرها ، وأطلقوا لحاهم ، وطلبوا ممن يتخاطب معهم أن ينادوهم سيدي الشيخ .
وقبل عرض ملامح وهدف مقالتنا هذه نود أن نذكر بأن هذه الحالة ليست استثناءاً على دينٍ بحد ذاته أو على عقيدة معينة بل عرف التاريخ أشكالاً ونماذج وأنماطَ كثيرة لهذه القضية، فمنذ فجر التاريخ وعلى وجه التحديد زمن الإمبراطورية الرومانية نشأ مذهب السفسطائية وكان هذا المذهب معنى بتهدئة الشعب وتهيئته النفسية لما سيصدر لاحقاً من أوامر إمبراطورية وقياس مدى رضى أو سخط الشعب من سياسة هذا الإمبراطور أو ذاك، والعمل على حشد الشعب وقت الحروب والأزمات، وكذلك أيضاً بتخديره فترة الرغد وطيب الحياة، فكانوا يَِعِدون الناس بالجنة، وذلك عن طريق التمسك بالصبر، ويقولون للشعب أن مكان الإمبراطور يوم القيامة هو النار، ذلك من أجل إفراغ شحنة النقمة الموجودة على الأباطرة والحكام ، فيما كان الحكام يغدقون على أولائك العطايا والهبات ويمنحونهم الإقطاعات والميزات وكل ذلك كان في إطار المصلحة المشتركة بين السفسطائيين والحكام، إذاً فالسفسطائيين كانوا يستغلون الدين لصالح الحكام ولتخدير الشعوب.
أما في التاريخ الإسلامي فنشهد حوادث كثيرة تتعلق برجال الدين والدولة والشعب . ففي الصدر الأول من الإسلام كان الخليفة هو نفسه رجل الدين وكان يستعين بمشورة من هو أعلم منه ، ثم انتقل الحال إلى حالة جديدة هي اتفاق بعض رجال الدين مع الخلفاء والسلاطين على تخريج الأعمال المخلّة بالشرع بغطاء شرعي وإصدار الفتاوى التي لاتتفق وروح الدين الإسلامي الحنيف ، مقابل منافع دنيوية استفاد منها هؤلاء الكهنة الذي يدعون أنهم من أهل العلم الإسلامي .
أما في فترة الخلافة العثمانية فلقد لعب رجال الدين دوراً أعظم من الدور السفسطائي القديم، فلقد كان الخلفاء العثمانيون يكنّون الاحترام والتقدير الكبير لرجال الدين ، ولذلك استغلوا ذلك وحولوا مكانة العالم الديني إلى مجرد منصب وزاري يستفيدون منه لا منصب لمراقبة الحاكم وتقييم عمله .
وأصبح رجال الدين كأصحاب الكهنوت في العصور الوسطى أغنى طبقات الشعب ، وأكثرها لعباً بالحكّام ، ولا ننسى الحادثة التي أفتى فيها رجال الدين بجواز أن يقتل الخليفة أخوه كي لا ينافسه على الحكم.
أما الآن فالأمر أكثر خطراً فلقد انتشرت ظاهرة المشايخ الجهلة ، الذين لا يفقهون في الاسلام شيئاً ، و لا يملكون إلا شهادة ورقية تثبت أنهم درسوا الشريعة ، وبعضهم يحمل شهادة الإعدادية الشرعية . و الأنكى من ذلك أن هؤلاء المشايخ الجهلة يظنون أنفسهم أفقه من في الأرض ، فأنت تراهم يطلقون الفتاوي في غضون ثواني التي كان الأئمة الكبار يدرسونها سنوات ، ويتهيبون أن يفتوا ، ويقول صلى الله عليكم وسلم :" أسرعكم للفتوى أسرعكم للنار ".
فلقد كان طلب العلم الديني في أمراً مرهقاً للغاية لا يقدر عليه إنسان عادي، فهو يتطلب قدرات يهبها الله لبعض عباده ولذلك يقول عليه الصلاة والسلام :" من أراد الله به خيراً يفقهه في الدين " فالعلم الديني علمٌ يتطلب قدراتٍ ذهنيةً مميزةً من ذكاء وتحليل وإدراك وذاكرة هائلة قوية ،وخوض غمار مجموعة لا متناهية من العلوم الدينية .
ولم يكن المسلمون يقرون لشخص على أنه فقيه أو عالم ديني إلا بعد حصوله على عدة شهادات من عدد من كبار العلماء ( وليست هنا شهادات ورقية بل شهادات رجال علم آخرين يقرون بأن هذا الشخص هو حجة في الدين) ، فكان طالب العلم الديني يجوب الأرض جهاداً في طلب العلم ، وكان ملزماً بحفظ أمهات الكتب سواء في اللغة العربية أو الفقه أو التاريخ....إلخ،
أما اليوم فيكاد القلب يعتصر حزناً على تلك الأيام الخوالي التي نشم من خلالها رائحة العز والكرامة، وسبب حزننا على مانراه اليوم من هؤلاء المشايخ الجهلة ممن لا هدف لهم إلا زعامة اجتماعية ، وفوائد دنيوية تتدرج من الولائم إلى أكل أموال اليتامى ،
وهؤلاء المشايخ الجهلة هم سبب بلاء أمتنا الإسلامية ، فلقد كانوا الشعلة الأولى في بناء الفتن التالية في التاريخ الاسلامي :
1- بناء مؤسسة كهنوتية متآمرة مع الحكام .هذه المؤسسة التي أصبحت فيما بعد سلاح الحاكم في تنويم الشعب ، وسلاح رجال الدين في استخدام السلطة ضد من يعارض فتاويهم أو من ينافسهم في العلم .
2- سلب حرية المرأة المسلمة التي حرمت من حقوقها الكثير ومنها في التعلم ، والنظرة الدونية للمرأة التي هي الأم والزوجة والأخت .
3- تعطيل الفكر و تحويل رجال العلم إلى حفاظ للكتب للقديمة .
4- والتحريض على نبذ الآخر وعدم تقبله عن طريق التكفير.و اعتبار قتل الإنسان لأخيه الإنسان عملاً مقدساً .
5- تقديس الشيخ وحبه وكأنه من روح الله ، واعتبار الشطحات التي يقومون بها من أصل الدين .
ومن خلال الأبحاث المعنية بمدى تأثر الناس بهؤلاء المشايخ الضالون المضلّون وجدنا أن أكثر من 98 بالمئة من هذه الحالة المرضية تنتشر في المناطق الفقيرة والمعدمة ،وإذا أردنا أن نخصص ونصغر نطاق البحث، نجد بأن مناطق تواجد اللاجئيين الفلسطينيين (الذين قدموا إلى دمشق أثناء الحروب العربية – الإسرائيلية عامي 1948 و 1967) والنازحين من الجولان السوري (الذي وقع تحت الإحتلال الإسرائيلي عام 1967) لها النصيب الأكبر من هذه الحملة إذ أن طبيعة المنطقة الفقيرة وبنيتها الإجتماعية والإقتصادية وحالتها الخدمية السيئة والفقر وإرتفاع مستوى الجهل وإنخفاض المستوى التعليمي والثقافي كل هذه العوامل خلقت جواً مناسباً للغاية لنمو هذه الفطور والطفيليات مستفيدين من تلك الأزمات التي يعاني منها الأشقاء اللاجئيين ومواطنينا النازحين مما أعطى هؤلاء الجلة من رجال الدين الفرصة ليسلعبوا الدور الأبرز في تضليل العقول الشابة وتخديرها فكان نتاج ذلك إنتاج فئات مسلمة شابة تتبنى الارهاب وتعتبره عملاً مقدساً ، وتحارب العلم وتحارب كل جديد وجميل ،
دمشق 24/10/2007
الصحافي : يوسف أمين الكيلاني
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد بن عبد الله سيد الأولين والآخرين وآله الغر الميامين وصحبه أجمعين..
أخوتي الأكارم :
أما بعد ..
أسئلة كثيرة نطرحها دائماً على أنفسنا في حياتنا اليومية ولعل من أهم هذه الأسئلة تلك المعنية بحياتنا الدينية، فإن لم نستطع إيجاد أجوبة بأنفسنا نجد أنفسنا مضطرين لطرح هذه الأسئلة على من يعتبر مصدراً ومرجعاً لأمورنا الدينية والذين نعتبرهم مصدر ثقة وعلم، لكن إن كان المصدر الذي استغثنا به ليس كما ينبغي أن يكون عليه ولم يستطع إعطائنا أجوبة مقنعة بدليل وبرهان لما يخالج أنفسنا وعقولنا من أسئلة تطرحها ذواتنا فسنصاب بإحباطٍ وخيبة أمل فظيعة ستنعكس على ثقتنا بـ (رجال الدين) الأمر الذي سيكون له تبعات خطيرة على حاضرنا ومستقبلنا وديننا ودنيانا، وطبعاً نحن هنا نقصد بكلمة (رجال الدين) الدين كفكر وعقيدة إنما نقصد أولائك الأشخاص الذين يعملون من أجل الاستفادة من هيبة هذا الفكر والعقيدة دون أن يحملوا العلم الكافي لأداء هذه المهمة الصعبة التي لا تستحق الجدير إنما الأجدر ..
ومن الحقائق الأساسية في الدين الإسلامي هو أن طلب العلم فريضة على كل مسلم ، وهو ما أشار إليه المصطفى عليه صلاة الله وسلامه ( وخاصة العلم الديني ) . فالمسلم يجب أن يكون عالماً بأمور دينه يعرف الحلال فيقوم به ، ويميز الحرام فيجاهد في الابتعاد عنه . ولذلك مصطلح رجال الدين - المشايخ بمعناه اليوم مصطلح غريب على الدين الإسلامي الحنيف، فليس في الإسلام رتبة رجل دين أو صاحب كهنوت أو قس أو غير ذلك من المراتب الدينية . بل فقط "أهل ذكْر " أي أهل العلم .
أما في يومنا هذا فنحن نرى أن البعض ممن يصعدون منابرنا و يؤمّون صلاتا في مساجدنا لا يحملون صفات رجل العلم أبداً ، وما هم إلا رجال دخلوا المدارس الشرعية البسيطة وتخرجوا فيها قبل إتمام العلوم الشرعية ، واتخذوا ملابس كهنوتية من عمامة وغيرها ، وأطلقوا لحاهم ، وطلبوا ممن يتخاطب معهم أن ينادوهم سيدي الشيخ .
وقبل عرض ملامح وهدف مقالتنا هذه نود أن نذكر بأن هذه الحالة ليست استثناءاً على دينٍ بحد ذاته أو على عقيدة معينة بل عرف التاريخ أشكالاً ونماذج وأنماطَ كثيرة لهذه القضية، فمنذ فجر التاريخ وعلى وجه التحديد زمن الإمبراطورية الرومانية نشأ مذهب السفسطائية وكان هذا المذهب معنى بتهدئة الشعب وتهيئته النفسية لما سيصدر لاحقاً من أوامر إمبراطورية وقياس مدى رضى أو سخط الشعب من سياسة هذا الإمبراطور أو ذاك، والعمل على حشد الشعب وقت الحروب والأزمات، وكذلك أيضاً بتخديره فترة الرغد وطيب الحياة، فكانوا يَِعِدون الناس بالجنة، وذلك عن طريق التمسك بالصبر، ويقولون للشعب أن مكان الإمبراطور يوم القيامة هو النار، ذلك من أجل إفراغ شحنة النقمة الموجودة على الأباطرة والحكام ، فيما كان الحكام يغدقون على أولائك العطايا والهبات ويمنحونهم الإقطاعات والميزات وكل ذلك كان في إطار المصلحة المشتركة بين السفسطائيين والحكام، إذاً فالسفسطائيين كانوا يستغلون الدين لصالح الحكام ولتخدير الشعوب.
أما في التاريخ الإسلامي فنشهد حوادث كثيرة تتعلق برجال الدين والدولة والشعب . ففي الصدر الأول من الإسلام كان الخليفة هو نفسه رجل الدين وكان يستعين بمشورة من هو أعلم منه ، ثم انتقل الحال إلى حالة جديدة هي اتفاق بعض رجال الدين مع الخلفاء والسلاطين على تخريج الأعمال المخلّة بالشرع بغطاء شرعي وإصدار الفتاوى التي لاتتفق وروح الدين الإسلامي الحنيف ، مقابل منافع دنيوية استفاد منها هؤلاء الكهنة الذي يدعون أنهم من أهل العلم الإسلامي .
أما في فترة الخلافة العثمانية فلقد لعب رجال الدين دوراً أعظم من الدور السفسطائي القديم، فلقد كان الخلفاء العثمانيون يكنّون الاحترام والتقدير الكبير لرجال الدين ، ولذلك استغلوا ذلك وحولوا مكانة العالم الديني إلى مجرد منصب وزاري يستفيدون منه لا منصب لمراقبة الحاكم وتقييم عمله .
وأصبح رجال الدين كأصحاب الكهنوت في العصور الوسطى أغنى طبقات الشعب ، وأكثرها لعباً بالحكّام ، ولا ننسى الحادثة التي أفتى فيها رجال الدين بجواز أن يقتل الخليفة أخوه كي لا ينافسه على الحكم.
أما الآن فالأمر أكثر خطراً فلقد انتشرت ظاهرة المشايخ الجهلة ، الذين لا يفقهون في الاسلام شيئاً ، و لا يملكون إلا شهادة ورقية تثبت أنهم درسوا الشريعة ، وبعضهم يحمل شهادة الإعدادية الشرعية . و الأنكى من ذلك أن هؤلاء المشايخ الجهلة يظنون أنفسهم أفقه من في الأرض ، فأنت تراهم يطلقون الفتاوي في غضون ثواني التي كان الأئمة الكبار يدرسونها سنوات ، ويتهيبون أن يفتوا ، ويقول صلى الله عليكم وسلم :" أسرعكم للفتوى أسرعكم للنار ".
فلقد كان طلب العلم الديني في أمراً مرهقاً للغاية لا يقدر عليه إنسان عادي، فهو يتطلب قدرات يهبها الله لبعض عباده ولذلك يقول عليه الصلاة والسلام :" من أراد الله به خيراً يفقهه في الدين " فالعلم الديني علمٌ يتطلب قدراتٍ ذهنيةً مميزةً من ذكاء وتحليل وإدراك وذاكرة هائلة قوية ،وخوض غمار مجموعة لا متناهية من العلوم الدينية .
ولم يكن المسلمون يقرون لشخص على أنه فقيه أو عالم ديني إلا بعد حصوله على عدة شهادات من عدد من كبار العلماء ( وليست هنا شهادات ورقية بل شهادات رجال علم آخرين يقرون بأن هذا الشخص هو حجة في الدين) ، فكان طالب العلم الديني يجوب الأرض جهاداً في طلب العلم ، وكان ملزماً بحفظ أمهات الكتب سواء في اللغة العربية أو الفقه أو التاريخ....إلخ،
أما اليوم فيكاد القلب يعتصر حزناً على تلك الأيام الخوالي التي نشم من خلالها رائحة العز والكرامة، وسبب حزننا على مانراه اليوم من هؤلاء المشايخ الجهلة ممن لا هدف لهم إلا زعامة اجتماعية ، وفوائد دنيوية تتدرج من الولائم إلى أكل أموال اليتامى ،
وهؤلاء المشايخ الجهلة هم سبب بلاء أمتنا الإسلامية ، فلقد كانوا الشعلة الأولى في بناء الفتن التالية في التاريخ الاسلامي :
1- بناء مؤسسة كهنوتية متآمرة مع الحكام .هذه المؤسسة التي أصبحت فيما بعد سلاح الحاكم في تنويم الشعب ، وسلاح رجال الدين في استخدام السلطة ضد من يعارض فتاويهم أو من ينافسهم في العلم .
2- سلب حرية المرأة المسلمة التي حرمت من حقوقها الكثير ومنها في التعلم ، والنظرة الدونية للمرأة التي هي الأم والزوجة والأخت .
3- تعطيل الفكر و تحويل رجال العلم إلى حفاظ للكتب للقديمة .
4- والتحريض على نبذ الآخر وعدم تقبله عن طريق التكفير.و اعتبار قتل الإنسان لأخيه الإنسان عملاً مقدساً .
5- تقديس الشيخ وحبه وكأنه من روح الله ، واعتبار الشطحات التي يقومون بها من أصل الدين .
ومن خلال الأبحاث المعنية بمدى تأثر الناس بهؤلاء المشايخ الضالون المضلّون وجدنا أن أكثر من 98 بالمئة من هذه الحالة المرضية تنتشر في المناطق الفقيرة والمعدمة ،وإذا أردنا أن نخصص ونصغر نطاق البحث، نجد بأن مناطق تواجد اللاجئيين الفلسطينيين (الذين قدموا إلى دمشق أثناء الحروب العربية – الإسرائيلية عامي 1948 و 1967) والنازحين من الجولان السوري (الذي وقع تحت الإحتلال الإسرائيلي عام 1967) لها النصيب الأكبر من هذه الحملة إذ أن طبيعة المنطقة الفقيرة وبنيتها الإجتماعية والإقتصادية وحالتها الخدمية السيئة والفقر وإرتفاع مستوى الجهل وإنخفاض المستوى التعليمي والثقافي كل هذه العوامل خلقت جواً مناسباً للغاية لنمو هذه الفطور والطفيليات مستفيدين من تلك الأزمات التي يعاني منها الأشقاء اللاجئيين ومواطنينا النازحين مما أعطى هؤلاء الجلة من رجال الدين الفرصة ليسلعبوا الدور الأبرز في تضليل العقول الشابة وتخديرها فكان نتاج ذلك إنتاج فئات مسلمة شابة تتبنى الارهاب وتعتبره عملاً مقدساً ، وتحارب العلم وتحارب كل جديد وجميل ،
دمشق 24/10/2007
الصحافي : يوسف أمين الكيلاني