" بسم الله الرحمن الرحيم "
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين .
امــا بعـــــــد :
اقدم بين يديكم منيجات عظيمةة يجب تحليةة القلب واتصافهـ بها .
التوبةة : وهي اعظم المنجيات الى الله تعالى من جميع الذنوب .
وقد امر الله عز وجل عباده بالتوبةة ورغبهم فيها , ووعدهم بقبولها فقال تعالى : " وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ"(النور :24/31 ) .
وقال تعالى : "يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا"(التحريم : 66/8 ) .
وقال تعالى : " إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ "(البقرة : 2/222 ) .
وقال تعالى : " فَمَن تَابَ مِن بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ "( المائدة :5/39 ) .
وقال تعالى : " وَهُوَ الَّذِي يَقْبَل التَّوْبَة عَنْ عِبَاده وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَات وَيَعْلَم مَا تَفْعَلُونَ " (الشورى : 42/25 ) .
وقال النبي عليه الصلاة والسلام : " التائب من الذنب كمن لا ذنب له " .وقال صلى الله عليه وسلم :" ان الله يبسط يده بالنهار ليتوب مسئ الليل ,
ويبسط يده بالليل ليتوب مسئ النهار حتى تطلع الشمس من مغربها " .وقال صلى الله عليه وسلم :" يا ايها الناس , توبوا الى ربكم قبل ان تموتوا ,
وبادروا بالاعمال الصالحة قبل ان تنشغلوا , وصِلُوا الذي بينكم وبين ربكم بكثرة ذكركم له " .
وقال عليه الصلاة والسلام : " ان الله تعالى يقبل توبة العبد مالم يُغَرْغِرْ " .
وقال عليه الصلاة والسلام : " من تاب تاب الله عليه " .
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــ
التوبةة ليست هي قول العبد بلسانه : استغفر الله واتوب اليه ؛ من غير ندم بالقلب , ومن غير اقلاع عن الذنب .
ذكر احد اعلماء _ رحمهم الله _ للتوبةة شرائط لا بد منها , ولا تتم التوبةة الا بها ؛ وهي ثلاثةة :
الاول :الندم بالقلب على الذنوب السالفةة .
الثاني : الاقلاع عن الذنب , ومعناه : ان لا يتوب من ذنب وهو مقيم عليه وملازم له .
الثالث : العزم على ان لا يعود الى الذنوب ما عاش .
وهذهـ الثلاث لا بد منها في التوبةة من الذنوب التي تكون بين العبد وربه .
ويزيد عليها شرط رابع في الذنوب التي تكون بين العبد وبين غيره من العباد .
ومن بين ذلكـ : انه ان ظلم احدا من الآدميين في نفس او عِرض او مال , وجب عليه ان يرد حقه اليه بتمكينه من القصاص في المظالم
النفسيةة , ورد المظالم الماليةة , وطلب الاحلال في المظالم العِرضيةة .
وعليه بذل جهده في ذلكـ وامكانه .
وكذلكـ يجب عليه اذا تاب من ترك شئ من الفرائض اللازمةة كالصلاةة والزكاةة : ان يتدارك مافاته من ذلك بالقضاء حسب الاستطاعةة والامكان .
فاذا تاب العبد من ذنوبه على الوجه الذي وصفناه فينبغي له ان يكون بين الخوف والرجاء , يرجو من ربه قبول توبته بفضله وكرمه , ويخاف من عدم
قبول التوبةة مخافةة انه لم يأت بالتوبةة على وجهها الذي امره الله به , فيكون غير تائب عند الله .
وينبغي لكل مؤمن ويجب عليه وجوبا متأكدا : ان يحترز من جميع الذنوب احترازا كليا لان فيها سخط الله ومقته , وهي السبب في جميع البليات
والمهلكات التي تحل بالعباد في الدنيا والآخرةة .
ثم ان وقع في شئ من الذنوب وجب عليه ان يبادر بالتوبةة الى الله من ذنبه من غير اصرار , ولا اقامةة على الذنب , ولا رضا به .
وينبغي لكل مؤمن ان لا يزال تائبا الى الله , ومجددا للتوبةة في كل حال وحين , وذلك لان الذنوب كثيرةة , ومنها الصغائر
والكبائر , والذنوب الباطنةة , والذنوب الظاهرةة , وذنوب يعلمها العبد , وذنوب لا يعلمها , وقد يؤاخذ بها من حيث انه قصر في طلب العلم بكونها
ذنوبا , او من حيث ان لها مقدمات وسوابق داخلةة في العلم والاختيار .
ـــــــــــــــــــــــــ ــــ
ومن المتأكد والمهم : الاكثار من الاستغفار ؛ فقد امر الله به , ورغب فيه فقال تعالى : " وَاسْتَغْفِرُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ " ( البقرة : 2/199 ) .
وقال تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم : " وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَات"( محمد : 47/19 ) .
وقال تعالى في وصف عباده المحسنين : "وَبِالْأَسْحَارِ هُمْيَسْتَغْفِرُونَ"( الذاريات 51/18) .
وقال صلى الله عليه وسلم : " من لزم الاسغفار جعل الله له من كل هم فرجا , ومن كل ضيق مخرجا , ورزقه من حيث لا يحتسب " .
وقال عليه الصلاة والسلام : " طوبى لمن وجد في صحيفته استغفارا كثيرا " .
وحسبك في فضل الاستغفار ومنافعه وفوائده قوله تعالى : " وَمَا كَانَ اللّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ "( الانفال 8/33) .
فالتوبةة والاستغفار من كنوز الخيرات , ومن اعظم ابواب القربات والبركات , ومن اوصل الوسائل الى جميع خيرات الدنيا والآخرةة .
فعليكم _رحمكم الله_بلزوم التوبةة والاستغفار اناء الليل والنهار.
ثن ان الشيطان لعنهـ الله قد يخدع بعض من الاغبياء المسلمين فيقول له : كيف تتوب وانت لا تعر من نفسك الثبات على التوبةة ؟! وكم تتوب ثم تعود الى الذنب ؟!
ويلقي عليه وساوس من هذا الجنس . فليحذره المسلم و لا يغتر , ولا يأخذ بتزويره وتلبيسه ؛ وقد قال عليه الصلاةة والسلام :
وعلى العبد ان يتوب , ويسأل من ربه الاعانةة والتثبيت .
ثم ان غلبته نفسه على العود الى الذنب فليغلبها على العود الى التوبةة . والله الموفق والمعين .
المصدر: جمعتهـ من كتاب ( النصائح الدينيةة) للحبيب عبدالله بن علوي الحداد الحضرمي الشافعي رحمه الله.
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين .
امــا بعـــــــد :
اقدم بين يديكم منيجات عظيمةة يجب تحليةة القلب واتصافهـ بها .
التوبةة : وهي اعظم المنجيات الى الله تعالى من جميع الذنوب .
وقد امر الله عز وجل عباده بالتوبةة ورغبهم فيها , ووعدهم بقبولها فقال تعالى : " وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ"(النور :24/31 ) .
وقال تعالى : "يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا"(التحريم : 66/8 ) .
وقال تعالى : " إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ "(البقرة : 2/222 ) .
وقال تعالى : " فَمَن تَابَ مِن بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ "( المائدة :5/39 ) .
وقال تعالى : " وَهُوَ الَّذِي يَقْبَل التَّوْبَة عَنْ عِبَاده وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَات وَيَعْلَم مَا تَفْعَلُونَ " (الشورى : 42/25 ) .
وقال النبي عليه الصلاة والسلام : " التائب من الذنب كمن لا ذنب له " .وقال صلى الله عليه وسلم :" ان الله يبسط يده بالنهار ليتوب مسئ الليل ,
ويبسط يده بالليل ليتوب مسئ النهار حتى تطلع الشمس من مغربها " .وقال صلى الله عليه وسلم :" يا ايها الناس , توبوا الى ربكم قبل ان تموتوا ,
وبادروا بالاعمال الصالحة قبل ان تنشغلوا , وصِلُوا الذي بينكم وبين ربكم بكثرة ذكركم له " .
وقال عليه الصلاة والسلام : " ان الله تعالى يقبل توبة العبد مالم يُغَرْغِرْ " .
وقال عليه الصلاة والسلام : " من تاب تاب الله عليه " .
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــ
التوبةة ليست هي قول العبد بلسانه : استغفر الله واتوب اليه ؛ من غير ندم بالقلب , ومن غير اقلاع عن الذنب .
ذكر احد اعلماء _ رحمهم الله _ للتوبةة شرائط لا بد منها , ولا تتم التوبةة الا بها ؛ وهي ثلاثةة :
الاول :الندم بالقلب على الذنوب السالفةة .
الثاني : الاقلاع عن الذنب , ومعناه : ان لا يتوب من ذنب وهو مقيم عليه وملازم له .
الثالث : العزم على ان لا يعود الى الذنوب ما عاش .
وهذهـ الثلاث لا بد منها في التوبةة من الذنوب التي تكون بين العبد وربه .
ويزيد عليها شرط رابع في الذنوب التي تكون بين العبد وبين غيره من العباد .
ومن بين ذلكـ : انه ان ظلم احدا من الآدميين في نفس او عِرض او مال , وجب عليه ان يرد حقه اليه بتمكينه من القصاص في المظالم
النفسيةة , ورد المظالم الماليةة , وطلب الاحلال في المظالم العِرضيةة .
وعليه بذل جهده في ذلكـ وامكانه .
وكذلكـ يجب عليه اذا تاب من ترك شئ من الفرائض اللازمةة كالصلاةة والزكاةة : ان يتدارك مافاته من ذلك بالقضاء حسب الاستطاعةة والامكان .
فاذا تاب العبد من ذنوبه على الوجه الذي وصفناه فينبغي له ان يكون بين الخوف والرجاء , يرجو من ربه قبول توبته بفضله وكرمه , ويخاف من عدم
قبول التوبةة مخافةة انه لم يأت بالتوبةة على وجهها الذي امره الله به , فيكون غير تائب عند الله .
وينبغي لكل مؤمن ويجب عليه وجوبا متأكدا : ان يحترز من جميع الذنوب احترازا كليا لان فيها سخط الله ومقته , وهي السبب في جميع البليات
والمهلكات التي تحل بالعباد في الدنيا والآخرةة .
ثم ان وقع في شئ من الذنوب وجب عليه ان يبادر بالتوبةة الى الله من ذنبه من غير اصرار , ولا اقامةة على الذنب , ولا رضا به .
وينبغي لكل مؤمن ان لا يزال تائبا الى الله , ومجددا للتوبةة في كل حال وحين , وذلك لان الذنوب كثيرةة , ومنها الصغائر
والكبائر , والذنوب الباطنةة , والذنوب الظاهرةة , وذنوب يعلمها العبد , وذنوب لا يعلمها , وقد يؤاخذ بها من حيث انه قصر في طلب العلم بكونها
ذنوبا , او من حيث ان لها مقدمات وسوابق داخلةة في العلم والاختيار .
ـــــــــــــــــــــــــ ــــ
ومن المتأكد والمهم : الاكثار من الاستغفار ؛ فقد امر الله به , ورغب فيه فقال تعالى : " وَاسْتَغْفِرُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ " ( البقرة : 2/199 ) .
وقال تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم : " وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَات"( محمد : 47/19 ) .
وقال تعالى في وصف عباده المحسنين : "وَبِالْأَسْحَارِ هُمْيَسْتَغْفِرُونَ"( الذاريات 51/18) .
وقال صلى الله عليه وسلم : " من لزم الاسغفار جعل الله له من كل هم فرجا , ومن كل ضيق مخرجا , ورزقه من حيث لا يحتسب " .
وقال عليه الصلاة والسلام : " طوبى لمن وجد في صحيفته استغفارا كثيرا " .
وحسبك في فضل الاستغفار ومنافعه وفوائده قوله تعالى : " وَمَا كَانَ اللّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ "( الانفال 8/33) .
فالتوبةة والاستغفار من كنوز الخيرات , ومن اعظم ابواب القربات والبركات , ومن اوصل الوسائل الى جميع خيرات الدنيا والآخرةة .
فعليكم _رحمكم الله_بلزوم التوبةة والاستغفار اناء الليل والنهار.
ثن ان الشيطان لعنهـ الله قد يخدع بعض من الاغبياء المسلمين فيقول له : كيف تتوب وانت لا تعر من نفسك الثبات على التوبةة ؟! وكم تتوب ثم تعود الى الذنب ؟!
ويلقي عليه وساوس من هذا الجنس . فليحذره المسلم و لا يغتر , ولا يأخذ بتزويره وتلبيسه ؛ وقد قال عليه الصلاةة والسلام :
وعلى العبد ان يتوب , ويسأل من ربه الاعانةة والتثبيت .
ثم ان غلبته نفسه على العود الى الذنب فليغلبها على العود الى التوبةة . والله الموفق والمعين .
المصدر: جمعتهـ من كتاب ( النصائح الدينيةة) للحبيب عبدالله بن علوي الحداد الحضرمي الشافعي رحمه الله.
المواضيع المتشابهه: