[size=25]الحمد لله الذي غمر العباد بلطائفه وعمر قلوبهم بأنوار الدين ووظائفه التي تنزل عن عرش الجلال إلى السماء الدنيا من درجات الرحمة إحدى عواطفه فارق الملوك مع التفرد بالجلال والكبرياء بترغيب الخلق في السؤال والدعاء فسبحانه ما أعظم شأنه وأقوى سلطانه وأتم لطفه وأعم إحسانه والصلاة على محمد نبيه المصطفى ووليه المجتبى وعلى آله وأصحابه مفاتيح الهدى ومصابيح الدجى وسلم تسليما.
أما بعد قال تعالى : ( سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق ) [ الأعراف : 146 ] وقال تعالى : ( كذلك يطبع الله على كل قلب متكبر جبار ) [ غافر : 35 ] وقال تعالى : ( واستفتحوا وخاب كل جبار عنيد ) [ إبراهيم : 15 ] وقال تعالى : ( إنه لا يحب المستكبرين ) [ النحل : 23 ] وقال : ( إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين ) [ غافر : 60 ] .
وقال : " لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من كبر " .
وقال عليه السلام : " يقول الله تعالى : الكبرياء ردائي ، والعظمة إزاري فمن نازعني واحدا منهما ألقيته في جهنم ، ولا أبالي " .
وقال : " لا يدخل الجنة بخيل ، ولا جبار " .
وقال : " لا ينظر الله إلى رجل يجر إزاره بطرا " .
وجاء في فضل التواضع قوله : " ما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا ، وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله " .
وعنه : " طوبى لمن تواضع في غير مسكنة ، وأنفق مالا جمعه في غير معصية ، ورحم أهل الذل والمسكنة ، وخالط أهل الفقه والحكمة " .
وعنه عليه السلام : " من تواضع لله رفعه الله ، ومن تكبر وضعه الله ، ومن اقتصد أغناه الله ، ومن بذر أفقره الله ، ومن أكثر ذكر الله أحبه الله " .
وقال " الفضيل " وقد سئل عن التواضع " : أن تخضع للحق وتنقاد له ، ولو سمعته من صبي قبلته ، ولو سمعته من أجهل الناس قبلته " .
[/size]