الأولى : أن تكون صالحة ذات دين فهذا هو الأصل وبه ينبغي أن يقع الاعتناء ، فإنها إن كانت ضعيفة الدين في صيانة نفسها وفرجها أزرت بزوجها وسودت بين الناس وجهه وشوشت بالغيرة قلبه وتنغص بذلك عيشه ، فإن سلك سبيل الحمية والغيرة لم يزل في بلاء ، وإن سلك سبيل التساهل كان متهاونا بدينه وعرضه ومنسوبا إلى قلة الحمية والأنفة .
وإن كانت فاسدة الدين باستهلاك ماله أو بوجه آخر لم يزل العيش مشوشا معه ، فإن سكت ولم ينكره كان شريكا في المعصية مخالفا لقوله تعالى : ( قوا أنفسكم وأهليكم نارا ) [ التحريم : 6 ] وإن أنكر وخاصم تنغص العمر ، ولهذا بالغ رسول الله في التحريض على ذات الدين فقال : تنكح المرأة لمالها وجمالها وحسبها ودينها ، فعليك بذات الدين تربت يداك .
الثانية : حسن الخلق فإنها إذا كانت سليطة بذيئة اللسان كافرة للنعم كان الضرر منها أكثر من النفع ، والصبر على لسان النساء مما يمتحن به الأولياء .
الثالثة : حسن الوجه فذلك أيضا مطلوب إذ به يحصل التحصن ، والطبع لا يكتفي بالدميمة غالبا ، وما نقلناه من الحث على الدين ليس زجرا عن رعاية الجمال بل هو زجر عن النكاح لأجل الجمال المحض مع الفساد في الدين ، فإن الجمال وحده في غالب الأمر يرغب في النكاح ويهون أمر الدين ، ويدل على الالتفات إلى معنى الجمال أن الإلف والمودة تحصلا به غالبا ، وقد ندب الشرع إلى مراعاة أسباب الألفة ولذلك استحب النظر فقال : إذا أوقع الله في نفس أحدكم من امرأة فلينظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينهما أي يؤلف بينهما .
وكان بعض الورعين لا ينكحون كرائمهم إلا بعد النظر احترازا من الغرور ، وقال " الأعمش " : " كل تزويج يقع على غير نظر فآخره هم وغم " .
وروي أن رجلا تزوج على عهد " عمر " رضي الله عنه وكان قد خضب فنصل خضابه فاستعدى عليه أهل المرأة إلى " عمر " وقالوا : " حسبناه شابا " فأوجعه " عمر " ضربا وقال : " غررت القوم " ، والغرور يقع في الجمال e]ص: 104 ] والخلق جميعا فيستحب إزالة الغرور في الجمال بالنظر ، وفي الخلق بالوصف والاستيصاف ، ولا يستوصف في أخلاقها وجمالها إلا من هو بصير صادق خبير بالظاهر والباطن لا يميل إليها فيفرط في الثناء ، ولا يحسدها فيقصر . وقل من يصدق فيه بل الخداع والإغراء أغلب والاحتياط فيه مهم .
الرابعة : أن تكون خفيفة المهر فقد نهي عن المغالاة في المهر .
وتزوج بعض الصحابة على نواة من ذهب يقال قيمتها خمسة دراهم .
وزوج " سعيد بن المسيب " ابنته من " أبي هريرة " رضي الله عنه على درهمين ثم حملها هو إليه ليلا فأدخلها من الباب ثم انصرف ، ثم جاءها بعد سبعة أيام فسلم عليها .
وفي خبر : من بركة المرأة سرعة تزويجها وسرعة رحمها أي الولادة ويسر مهرها وكما تكره المغالاة في المهر من جهة المرأة فيكره السؤال عن مالها من جهة الرجل ، ولا ينبغي أن ينكح طمعا في المال ، وإذا أهدى إليهم فلا ينبغي أن يهدي ليضطرهم إلى المقابلة بأكثر منه ، وكذلك إذا أهدوا إليه فنية طلب الزيادة نية فاسدة وداخل في قوله تعالى : ( ولا تمنن تستكثر ) [ المدثر : 6 ] أي تعطي لتطلب أكثر .
الخامسة : أن تكون المرأة ولودا فإن عرفت بالعقر فليمتنع عن تزويجها .
السادسة : أن تكون بكرا ، قال عليه السلام " لجابر " وقد نكح ثيبا " هلا بكرا تلاعبها وتلاعبك " .
السابعة : أن تكون نسيبة ، أعني أن تكون من أهل بيت الدين والصلاح فإنها ستربي بناتها وبنيها ، فإذا لم تكن مؤدبة لم تحسن التأديب والتربية ، وفي خبر تخيروا لنطفكم فإن العرق نزاع .
الثامنة : أن لا تكون من القرابة القريبة فإن ذلك يقلل الشهوة .
فهذه هي الخصال المرغبة في النساء .
ويجب على الولي أيضا أن يراعي خصال الزوج ولينظر لكريمته فلا يزوجها ممن ساء
قال رجل للحسن : " قد خطب ابنتي جماعة فممن أزوجها ؟ قال : ممن يتقي الله فإن أحبها أكرمها ، وإن أبغضها لم يظلمها " .
وإن كانت فاسدة الدين باستهلاك ماله أو بوجه آخر لم يزل العيش مشوشا معه ، فإن سكت ولم ينكره كان شريكا في المعصية مخالفا لقوله تعالى : ( قوا أنفسكم وأهليكم نارا ) [ التحريم : 6 ] وإن أنكر وخاصم تنغص العمر ، ولهذا بالغ رسول الله في التحريض على ذات الدين فقال : تنكح المرأة لمالها وجمالها وحسبها ودينها ، فعليك بذات الدين تربت يداك .
الثانية : حسن الخلق فإنها إذا كانت سليطة بذيئة اللسان كافرة للنعم كان الضرر منها أكثر من النفع ، والصبر على لسان النساء مما يمتحن به الأولياء .
الثالثة : حسن الوجه فذلك أيضا مطلوب إذ به يحصل التحصن ، والطبع لا يكتفي بالدميمة غالبا ، وما نقلناه من الحث على الدين ليس زجرا عن رعاية الجمال بل هو زجر عن النكاح لأجل الجمال المحض مع الفساد في الدين ، فإن الجمال وحده في غالب الأمر يرغب في النكاح ويهون أمر الدين ، ويدل على الالتفات إلى معنى الجمال أن الإلف والمودة تحصلا به غالبا ، وقد ندب الشرع إلى مراعاة أسباب الألفة ولذلك استحب النظر فقال : إذا أوقع الله في نفس أحدكم من امرأة فلينظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينهما أي يؤلف بينهما .
وكان بعض الورعين لا ينكحون كرائمهم إلا بعد النظر احترازا من الغرور ، وقال " الأعمش " : " كل تزويج يقع على غير نظر فآخره هم وغم " .
وروي أن رجلا تزوج على عهد " عمر " رضي الله عنه وكان قد خضب فنصل خضابه فاستعدى عليه أهل المرأة إلى " عمر " وقالوا : " حسبناه شابا " فأوجعه " عمر " ضربا وقال : " غررت القوم " ، والغرور يقع في الجمال e]ص: 104 ] والخلق جميعا فيستحب إزالة الغرور في الجمال بالنظر ، وفي الخلق بالوصف والاستيصاف ، ولا يستوصف في أخلاقها وجمالها إلا من هو بصير صادق خبير بالظاهر والباطن لا يميل إليها فيفرط في الثناء ، ولا يحسدها فيقصر . وقل من يصدق فيه بل الخداع والإغراء أغلب والاحتياط فيه مهم .
الرابعة : أن تكون خفيفة المهر فقد نهي عن المغالاة في المهر .
وتزوج بعض الصحابة على نواة من ذهب يقال قيمتها خمسة دراهم .
وزوج " سعيد بن المسيب " ابنته من " أبي هريرة " رضي الله عنه على درهمين ثم حملها هو إليه ليلا فأدخلها من الباب ثم انصرف ، ثم جاءها بعد سبعة أيام فسلم عليها .
وفي خبر : من بركة المرأة سرعة تزويجها وسرعة رحمها أي الولادة ويسر مهرها وكما تكره المغالاة في المهر من جهة المرأة فيكره السؤال عن مالها من جهة الرجل ، ولا ينبغي أن ينكح طمعا في المال ، وإذا أهدى إليهم فلا ينبغي أن يهدي ليضطرهم إلى المقابلة بأكثر منه ، وكذلك إذا أهدوا إليه فنية طلب الزيادة نية فاسدة وداخل في قوله تعالى : ( ولا تمنن تستكثر ) [ المدثر : 6 ] أي تعطي لتطلب أكثر .
الخامسة : أن تكون المرأة ولودا فإن عرفت بالعقر فليمتنع عن تزويجها .
السادسة : أن تكون بكرا ، قال عليه السلام " لجابر " وقد نكح ثيبا " هلا بكرا تلاعبها وتلاعبك " .
السابعة : أن تكون نسيبة ، أعني أن تكون من أهل بيت الدين والصلاح فإنها ستربي بناتها وبنيها ، فإذا لم تكن مؤدبة لم تحسن التأديب والتربية ، وفي خبر تخيروا لنطفكم فإن العرق نزاع .
الثامنة : أن لا تكون من القرابة القريبة فإن ذلك يقلل الشهوة .
فهذه هي الخصال المرغبة في النساء .
ويجب على الولي أيضا أن يراعي خصال الزوج ولينظر لكريمته فلا يزوجها ممن ساء
قال رجل للحسن : " قد خطب ابنتي جماعة فممن أزوجها ؟ قال : ممن يتقي الله فإن أحبها أكرمها ، وإن أبغضها لم يظلمها " .