متى تكون التضحية ؟
التضحية هي بذل الجهد للقيام بعمل من الأعمال من أجل تحقيق شيء معين , وحتى تصبح التضحية عقلاً في سبيل شيء معين لا بد من تحقيق أمرين :
1ـ لا بد أن يكون هذا الشيء مساويأ أو أعظم من التضحيات التي يمكن أن تبذل فيه
2ـ لا بد أن يكون ما ينشأ من خسارة عند ترك التضحية من أجل ذلك الشيء أكبر من خسارة الشيء نفسه , لأنه إذا كان ما يضحى من أجله أقل مما يمكن أن يبذل في سبيله من جهد فإن معنى ذلك أن التضحيات من أجله ضرب من العبث واستبدال الذي هو أدنى بالذي هو خير
إن الذي يهم الناس في حياتهم هو مصالحهم على اختلاف بينهم في نظرتهم إلى المصلحة لاختلاف أفكارهم ومعتقداتهم , فإذا نظر الإنسان إلى المصلحة باعتبار الدنيا فقط فإن المصالح كلها يمكن الزيادة عليها وتخضع للمساومة وما يخضع للمساومة لا يمكن أن يكون ثابتاً وبالتالي لا يصح إتخاذه دافعاً للتضحية .
أما إذا نظر الإنسان إلى المصلحة باعتبار الآخرة فإن الجنة والنار من ضمن ما ينظر فيه الإنسان , ولن يكون في النظرة مصلحة أكبر من الجنة ولا مفسدة أكبر من النار وهما من العقيدة الإسلامية , فإن أي شيء اتصل بالعقيدة فقد اتصل بأصل ثابت لا يمكن الزيادة عليه أو خضوعه للمساومة وأضحت التضحية من أجله تضحية من أجل الجنة والتفريط به تفريط بالعقيدة واختيار النار والعياذ بالله تعالى .
والله سبحانه وتعالى أعلم وهو الموفق للصواب، وإليه المرجع والمآب