الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده..
أما بعد:
فمن فضائل السلف الصالح :
بذل المعروف وقضاء حوائج الناس، وتفريج كرباتهم والتيسير على أهل الإعسار،
ومما يُروى عنهم في ذلك :
يخدم عجائز الحي
كان زيد اليامي إذا كانت الليلة مطيرة، أخذ شعلة من النار، فطاف بها على عجائز الحيّ
فقال: "أتريدون ناراً؟"
فإذا أصبح طاف على عجائز الحي
فقال: "ألكم في السوق حاجة؟ أتريدون شيئاً؟"
رحمة المساكين
قال النضر بن شميل: "ما رأيت أرحم بمسكين من شعبة".
الجامع للفضائل
قال الزبير بن بكار:
"كان للعباس بن عبدالمطلب ثوب لعاري بني هاشم، وجفنة لجائعهم، وكان يبذل المال، ويعطي في النوائب".
أعظم التجارة
قال حسان بن أبي سنان: "لولا المساكين ما اتَّجرت!"
فقه ابن عباس
قال ابن عباس رضي الله عنهما: "لأن أعول أهل بيت من المسلمين شهراً أو جمعة، أو ما شاء الله، أحبّ إليّ من حجة بعد حجة".
إخفاء المعروف
قال شعبة بن النعمان: "كان علي بن الحسين يُبَخَّل، فلما مات وجدوه يقوت مائة أهل بيت بالمدينة".
يوقف نفسه على مصالح الناس
كان عبدالله بن فرج الواسطي قد وقف نفسه على مصالح المسلمين،
والمشي في قضاء حوائجهم، وكان أكثر همّه تجهيز الموتى على الطرق.
لا يقبل هدية على معروف
عن ابن شبرمة أنه قضى حاجة كبيرة لبعض إخوانه، فجاء يكافئه بهدية
فقال: "ما هذا؟
قال: لما أسديته إليّ.
قال: خذ مالك عافاك الله، إذا سألت أخاك حاجة فلم يجهد نفسه في قضائها،
فتوضأ للصلاة، وكبّر عليه أربع تكبيرات، وعدّه من الموتى".
أدب عمر بن عبدالعزيز
عن عبدالله بن الحسن بن الحسين رضي الله عنهم
قال: "أتيت باب عمر بن عبدالعزيز في حاجة
فقال: إذا كانت لك حاجة إليَّ فأرسل إليَّ رسولاً، أو اكتب لي كتاباً، فإني لأستحي من الله أن يراك ببابي".
كن في خدمة الناس
قال الفضل بن سهل لثامة بن أشرس: "ما أدري ما أصنع بكثرة الطلاب؟
فقال: زلْ عن موضعك، وعليَّ ألا يلقاك منهم أحد
فقال: له: صدقت، وجلس لهم في قضاء حوائجهم".
خدمة المريض
عن معمر أن طاووساً أقام على رفيق له مريض يخدمه حتى فاته الحج.
سبيل الرفعة
عن أبي عمر الزاهد قال: "ترك قضاء حقوق الإخوان مذلة، وفي قضاء حقوقهم رفعة".
الصديق يعتق الضعفاء
قال أبو قحافة لابنه أبي بكر رضي الله عنه: "يا بنيَّ أراك تعتق رقاباً ضعافاً، فلو أنك إذا فعلت ما فعلت أعتقت رجالاً جلداء يمنعوك ويقومون دونك؟
قال: يا أبت إنما أريد ما أريد"،
قيل فنزلت فيه الآية: {فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى}
يسروا ولا تعسروا
كان لعبد الله بن جعفر على رجل من أهل المدينة خمسون ألفاً، فاستعان عليه بعُبيد الله بن عباس في ذلك، فقال: "قد حططت عنه شطرها وأخرته بالشطر الآخر إلى ميسوره
قال: فجزاه عبيد الله خيراً وانصرف،
فأتبعه ابن جعفر رسولاً: إني قد طيبت له النصف الآخر" (أي حططته عنه).
من عجائب المعروف
قال عبدان بن عثمان الأزدي: "ما سألني أحدٌ حاجة إلا قمت له بنفسي، فإن تم وإلا قمتُ له بمالي،
فإن تمَّ وإلا استعنت بالإخوان، فإن تم وإلا استعنت بالسلطان".
فضل قضاء الحوائج
قال الحسن: "لأن أقضي لي حاجة أحبُّ إلي من أن أعتكف شهرين".
ابن المبارك يقضي دين رجل
جاء رجل إلى ابن المبارك فسأله أن يقضي ديناً عليه، فكتب إلى وكيلٍ له، فلما ورد عليه الكتاب،
قال الوكيل للرجل: "كم الدين الذي سألته قضاءه؟
قال: سبعمائة درهم، وإذا ابن المبارك قد كتب له أن يعطيه سبعة آلاف درهم، فراجعه الوكيل، وقال: إن الغلات قد فنيت، فكتب إليه عبدالله: إن كانت الغلات قد فنيت، فإن العمر أيضاً فنى، فأجز ما سبق به قلمي".
منقول