نهر من السنين
المصدر:
تذوب السنوات في نهر العمر وهو يمضي أبداً نحو الهاوية، وتكاد الأعوام تتشابه في سرعة مرورها، طبقاً لحركة التطور الطبيعي التي تحكم حياة البشر، وكأننا قد انتهينا لتونا من العام الماضي لنجد أمامنا عاماً آخر يقرع الباب حاملاً دفتر السؤال: ماذا أنجزنا طيلة تلك الأيام الماضية؟
سؤال الزمن يشبه الخوف والعتاب، خوف من أن السنوات تمضي والأحلام لا تتحقق، وعتاب من هؤلاء الذين لم نرهم أو نسمع عنهم طيلة عام، ويخشى المرء من الزمن وهديره الذي يجرف معه الوقت، وكأننا على الجسر نرقب النهر يمضي وفيه ما فيه من آمال وآلام.
أغبط الذين يحتفلون ويبتهجون لأن عاماً مضى حاملاً كل جروحه ومآسيه، فلربما العام الجديد أكثر خيراً وأقل حزنا، وهيهات أن تجري رياح البحر كما ترغب السفن دوماً، لكن فسحة الأمل دافع قوي للبشر في مواجهة غدهم الغامض، ذلك الغد الذي ننظر إليه من نافذة كبيرة إن تفاءلنا، ومن ثقب صغير إن تشاءمنا، غدنا المأمول لأجيالنا الجديدة أن تعيش بأمان وسلام.
أحلام كثيرة وأسئلة كبيرة على الطاولة مطلع العام الجديد، نضعها كلها في سلة الأمل ونرسلها في نهر الزمن، لعلها تعود إلينا بخيرها الوفير، ولعلنا نحقق فيها ما لم نحققه في عام مضى، ولسان حالنا كما قال الشاعر:
أعلل النفس بالآمال أرقبها
ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل
المصدر:
- حسين درويش
تذوب السنوات في نهر العمر وهو يمضي أبداً نحو الهاوية، وتكاد الأعوام تتشابه في سرعة مرورها، طبقاً لحركة التطور الطبيعي التي تحكم حياة البشر، وكأننا قد انتهينا لتونا من العام الماضي لنجد أمامنا عاماً آخر يقرع الباب حاملاً دفتر السؤال: ماذا أنجزنا طيلة تلك الأيام الماضية؟
سؤال الزمن يشبه الخوف والعتاب، خوف من أن السنوات تمضي والأحلام لا تتحقق، وعتاب من هؤلاء الذين لم نرهم أو نسمع عنهم طيلة عام، ويخشى المرء من الزمن وهديره الذي يجرف معه الوقت، وكأننا على الجسر نرقب النهر يمضي وفيه ما فيه من آمال وآلام.
أغبط الذين يحتفلون ويبتهجون لأن عاماً مضى حاملاً كل جروحه ومآسيه، فلربما العام الجديد أكثر خيراً وأقل حزنا، وهيهات أن تجري رياح البحر كما ترغب السفن دوماً، لكن فسحة الأمل دافع قوي للبشر في مواجهة غدهم الغامض، ذلك الغد الذي ننظر إليه من نافذة كبيرة إن تفاءلنا، ومن ثقب صغير إن تشاءمنا، غدنا المأمول لأجيالنا الجديدة أن تعيش بأمان وسلام.
أحلام كثيرة وأسئلة كبيرة على الطاولة مطلع العام الجديد، نضعها كلها في سلة الأمل ونرسلها في نهر الزمن، لعلها تعود إلينا بخيرها الوفير، ولعلنا نحقق فيها ما لم نحققه في عام مضى، ولسان حالنا كما قال الشاعر:
أعلل النفس بالآمال أرقبها
ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل