مقال جميل ويستحق القراءة للكاتبة ايمان عبدالمطلب عن الذكريات التي سيحملها ابناؤنا عنا عندما يكبرون
كما أسهمت العديد من العوامل الخارجية الظاهرة، والداخلية الباطنة، من انكسارات والتواءات وزلازل وبراكين في تشكيل سطح الأرض، كذلك أسهمت ذكريات الإنسان ونشأته في تشكيل شخصيته، فكان ثمة تشابه كبير بينه وبين تلك الأرض التي جاء منها وسيذهب إليها، ونحن أمهات وآباء نسهم بشكل كبير في بناء شخصية أبنائنا ونترك لهم أرث من الذكريات أشد أثرا من أرث المال، وكما يأمل كل منا أن يكون جزءا من حاضر ابنائه فيجب أن نعمل ايضا على أن نكون أبطالا فاعلين في شريط ذكرياتهم في المستقبل، الا ان الظروف تحول احيانا بيننا وبين تحقيق ذلك.
ومن خلال متابعتنا للأبحاث والدراسات التي أجريت حديثا على عدد كبير من الأسر ثبت أن هناك أسباباً عديدة أثرت بالسلب على علاقتنا بأبنائنا وكشفت الغطاء عن صدع في بناء التنشئة السليمة التي هي حق كل أبن من ابنائنا، ومن تلك الأسباب التي تم استخلاصها: خروج الأم للعمل لساعات طويلة فيحرم بذلك الطفل من جرعة الحنان والعطف التي يستحقها، ونشوب الخلافات الأسرية وما ينجم عنها من فراق أوانفصال بين الوالدين، وتعدد الزوجات، وزيادة عدد أفراد الأسرة داخل البيت الواحد، والتمييز داخل أفراد الأسرة بين طفل وآخر، وانشغال الأب بالعمل والسفر وغيابه المستمر عن الأسرة بحثا عن الرزق، وأحيانا يكون السبب الجهل بأساليب التنشئة الاجتماعية الصالحة وضعف الإحساس بالمسؤولية، والعديد العديد من الأسباب التي لها كبير الأثر، والتي ينجم عنها خلل في بناء شخصية الطفل في المستقبل من ضعف ثقته بنفسه وقدراته، وشعوره بالأحباط المزمن وسيطرة مشاعر الخوف والقلق على تصرفاته، والعدوانية في بعض الأحيان، والكثير من المشاكل النفسية بعيدة الأمد التي يحملها معه في حقيبته المليئة بالهموم المصاحبة له في رحلته إلى المستقبل؛ لذا وجب علينا أن نحاول ألا نثقل حقيبته بما نقترفه من أخطاء وأن نواجه أنفسنا بصدق وشفافية ونضع معا حلولا بعد أن وضعنا يدنا على الأسباب والنتائج، ومن خلاصة البحث في هذا الصدد توصلت إلى الحلول الست التالية:
حسن الاختيار: فالزواج بناء اجتماعي متماسك، فاحسن اختيارشريك الحياة الذي يعينك في تربية ابنائك تربية صالحة على أساس من الوعي الكافي بمفهوم الأسرة والمسؤولية، وتجنبا للوقوع في مشكلات يكون فيها الأبناء أول الضحايا.
الزواج الثاني: إذا كنت مطلقة أو مطلق ولديكم أبناء من زواجكم الأول فاجتنبوا أخطاء الماضي، ولا تتعجلوا بالزواج الثاني إلا بعد مرور فترة طويلة تعيدون فيها اتزانكم وتضعون يدكم فيها على أسباب الانفصال الحقيقية حتى لا نكرر الأخطاء وحتى لا يدفع الأبناء ثمن ذلك مرتين.
الاحتواء: فلا توجد حياة بلا عقبات ومنغصات، وكل منا عليه دور في علاج مشاكله واختلافه من خلال الحوارالبناء والاحترام المتبادل، فهما أساس صلاح العلاقة الزوجية، وبذلك نصبح قدوة في عيون أبنائنا ونموذجا يحتذى به لأب صالح حكيم وأم حنونة واعية.
إدارة الوقت: علينا أن نحرص على تخصيص جزء من الخطة اليومية لقضائها مع أبنائنا، وأن نخصص يوم العطلة للأسرة نشارك فيها الأبناء القراءة والحوار واللعب ومطالعة الصور التي تحمل ذكريات طفولتهم، فتكرار استرجاع ما حدث في الماضي من أشياء مفرحة لطفلك تجدد عنده شعور السعادة وتحفظ بداخله تلك الذكريات الإيجابية مدى الحياة.
ثقافة الاعتذار: أعظم الخطأ أن تعتبر نفسك منزها عن الخطأ والأعظم منه أن تأبى الاعتذار لكبر في نفسك أولخجل من الاعتراف به.. فمن منا يعتذر لابنه إن أساء التصرف معه؟ وللاعتذارآثارإيجابية على أطفالنا أولها أن يجعلوا التفكير والتعقل يسبق أي تصرف، وثانيها أن الاعتراف بالخطأ لا يعيب الإنسان ولا يفقده كرامته، وبذلك قد نمحو أثر الخطأ الذي ارتكبناه قبل أن يعلق في أذهانهم.
الوعي المجتمعي: نشر الوعي بحقوق الطفل وما كفله له الشرع والاتفاقيات الدولية من حقوق بداية من الأسرة، فأنت مسؤول عن تثقيف من هم في محيطك من أصدقاء وأقارب وزملاء في العمل، كما إنك مسؤول عن اختيارك لمدرسة أبنائك التي تشاركك في ترسيخ ما بدأت زرعه، و المدارس مسؤولة أيضا عن التوعية والثقيف من خلال مجالس الأباء وورش العمل والندوات، و للمؤسسات الدينية دورها في توعية الفتيات قبل وبعد الزواج، ودور وسائل الإعلام المختلفة من تسليط للضوء على الظواهر السلبية الناجمة عن تجاهل وسوء معاملة الآباء لأبنائهم، وفحص وتنقيح ما يقدم لأطفالنا من برامج ومراعاة خلوها من العنف والعادات السيئة والسلوكيات المرفوضة في مجتمعاتنا.
فإذا تكاتفت الجهود سنترك عظيم الأثر في كتاب ذكريات أبنائنا الذي سيبقى معهم منذ طفولتهم ويظل ملازما لهم في كل خطوة يخطونها، وينمو معهم ويشكل طبائعهم. وما سيقرأه طفلك في كتاب الذكريات إما أن تجعله سيد كل القراءات.. أو تجعله لا يستحق القراءة.
كما أسهمت العديد من العوامل الخارجية الظاهرة، والداخلية الباطنة، من انكسارات والتواءات وزلازل وبراكين في تشكيل سطح الأرض، كذلك أسهمت ذكريات الإنسان ونشأته في تشكيل شخصيته، فكان ثمة تشابه كبير بينه وبين تلك الأرض التي جاء منها وسيذهب إليها، ونحن أمهات وآباء نسهم بشكل كبير في بناء شخصية أبنائنا ونترك لهم أرث من الذكريات أشد أثرا من أرث المال، وكما يأمل كل منا أن يكون جزءا من حاضر ابنائه فيجب أن نعمل ايضا على أن نكون أبطالا فاعلين في شريط ذكرياتهم في المستقبل، الا ان الظروف تحول احيانا بيننا وبين تحقيق ذلك.
ومن خلال متابعتنا للأبحاث والدراسات التي أجريت حديثا على عدد كبير من الأسر ثبت أن هناك أسباباً عديدة أثرت بالسلب على علاقتنا بأبنائنا وكشفت الغطاء عن صدع في بناء التنشئة السليمة التي هي حق كل أبن من ابنائنا، ومن تلك الأسباب التي تم استخلاصها: خروج الأم للعمل لساعات طويلة فيحرم بذلك الطفل من جرعة الحنان والعطف التي يستحقها، ونشوب الخلافات الأسرية وما ينجم عنها من فراق أوانفصال بين الوالدين، وتعدد الزوجات، وزيادة عدد أفراد الأسرة داخل البيت الواحد، والتمييز داخل أفراد الأسرة بين طفل وآخر، وانشغال الأب بالعمل والسفر وغيابه المستمر عن الأسرة بحثا عن الرزق، وأحيانا يكون السبب الجهل بأساليب التنشئة الاجتماعية الصالحة وضعف الإحساس بالمسؤولية، والعديد العديد من الأسباب التي لها كبير الأثر، والتي ينجم عنها خلل في بناء شخصية الطفل في المستقبل من ضعف ثقته بنفسه وقدراته، وشعوره بالأحباط المزمن وسيطرة مشاعر الخوف والقلق على تصرفاته، والعدوانية في بعض الأحيان، والكثير من المشاكل النفسية بعيدة الأمد التي يحملها معه في حقيبته المليئة بالهموم المصاحبة له في رحلته إلى المستقبل؛ لذا وجب علينا أن نحاول ألا نثقل حقيبته بما نقترفه من أخطاء وأن نواجه أنفسنا بصدق وشفافية ونضع معا حلولا بعد أن وضعنا يدنا على الأسباب والنتائج، ومن خلاصة البحث في هذا الصدد توصلت إلى الحلول الست التالية:
حسن الاختيار: فالزواج بناء اجتماعي متماسك، فاحسن اختيارشريك الحياة الذي يعينك في تربية ابنائك تربية صالحة على أساس من الوعي الكافي بمفهوم الأسرة والمسؤولية، وتجنبا للوقوع في مشكلات يكون فيها الأبناء أول الضحايا.
الزواج الثاني: إذا كنت مطلقة أو مطلق ولديكم أبناء من زواجكم الأول فاجتنبوا أخطاء الماضي، ولا تتعجلوا بالزواج الثاني إلا بعد مرور فترة طويلة تعيدون فيها اتزانكم وتضعون يدكم فيها على أسباب الانفصال الحقيقية حتى لا نكرر الأخطاء وحتى لا يدفع الأبناء ثمن ذلك مرتين.
الاحتواء: فلا توجد حياة بلا عقبات ومنغصات، وكل منا عليه دور في علاج مشاكله واختلافه من خلال الحوارالبناء والاحترام المتبادل، فهما أساس صلاح العلاقة الزوجية، وبذلك نصبح قدوة في عيون أبنائنا ونموذجا يحتذى به لأب صالح حكيم وأم حنونة واعية.
إدارة الوقت: علينا أن نحرص على تخصيص جزء من الخطة اليومية لقضائها مع أبنائنا، وأن نخصص يوم العطلة للأسرة نشارك فيها الأبناء القراءة والحوار واللعب ومطالعة الصور التي تحمل ذكريات طفولتهم، فتكرار استرجاع ما حدث في الماضي من أشياء مفرحة لطفلك تجدد عنده شعور السعادة وتحفظ بداخله تلك الذكريات الإيجابية مدى الحياة.
ثقافة الاعتذار: أعظم الخطأ أن تعتبر نفسك منزها عن الخطأ والأعظم منه أن تأبى الاعتذار لكبر في نفسك أولخجل من الاعتراف به.. فمن منا يعتذر لابنه إن أساء التصرف معه؟ وللاعتذارآثارإيجابية على أطفالنا أولها أن يجعلوا التفكير والتعقل يسبق أي تصرف، وثانيها أن الاعتراف بالخطأ لا يعيب الإنسان ولا يفقده كرامته، وبذلك قد نمحو أثر الخطأ الذي ارتكبناه قبل أن يعلق في أذهانهم.
الوعي المجتمعي: نشر الوعي بحقوق الطفل وما كفله له الشرع والاتفاقيات الدولية من حقوق بداية من الأسرة، فأنت مسؤول عن تثقيف من هم في محيطك من أصدقاء وأقارب وزملاء في العمل، كما إنك مسؤول عن اختيارك لمدرسة أبنائك التي تشاركك في ترسيخ ما بدأت زرعه، و المدارس مسؤولة أيضا عن التوعية والثقيف من خلال مجالس الأباء وورش العمل والندوات، و للمؤسسات الدينية دورها في توعية الفتيات قبل وبعد الزواج، ودور وسائل الإعلام المختلفة من تسليط للضوء على الظواهر السلبية الناجمة عن تجاهل وسوء معاملة الآباء لأبنائهم، وفحص وتنقيح ما يقدم لأطفالنا من برامج ومراعاة خلوها من العنف والعادات السيئة والسلوكيات المرفوضة في مجتمعاتنا.
فإذا تكاتفت الجهود سنترك عظيم الأثر في كتاب ذكريات أبنائنا الذي سيبقى معهم منذ طفولتهم ويظل ملازما لهم في كل خطوة يخطونها، وينمو معهم ويشكل طبائعهم. وما سيقرأه طفلك في كتاب الذكريات إما أن تجعله سيد كل القراءات.. أو تجعله لا يستحق القراءة.