من الصّعب جدّا أن يعبّر أيّ رئيس عربي اليوم مهما كانت شجاعته عن مجرّد غضبه في حضرة أيّ مسؤول أمريكي رفيع المستوى، فأمريكا التي تحكم العالم اليوم ظلّت تثير الرّعب في قلوب غالبية الحكّام العرب منذ عشرات السنين، لكن هل كان الرئيس الرّاحل هواري بومدين أحد هؤلاء؟ وماذا قال لسفير الولايات المتّحدة الأمريكية في لحظة غضب؟
تقول مصادر تاريخية إنه عندما وقعت هزيمة 1967 لم يصدّق الرئيس الجزائري الرّاحل هواري بومدين ما سمعه، فكان يسأل عبد النّاصر باستغراب: (ماذا حدث لجيشك يا سيادة الرئيس؟)، فقال له عبد النّاصر: (لقد أصيب الجيش بسكتة قلبية؟ ولا يمكن أن نصف ما حدث إلاّ بهذا الوصف). لكن (الموسطاش) بومدين ـ الذي تمرّ اليوم الخميس الذكرى الـ 34 على رحيله ـ لم يهضم هذا التبرير من عبد النّاصر، خاصّة وأنه كان يعتبره مثله الأعلى فقال لأحد مساعديه في لحظة انفعال: (لو كنت مكان عبد النّاصر ولحق بجيشي ما لحق بجيش مصر لأطلقت النّار على رأسي)، لكنه طار إلى القاهرة وموسكو لترميم ما تهدّم وإعادة الرّوح إلى مصر·
في مساء يوم 5 جوان 1967 اتّصل جمال عبد النّاصر بالرّاحل بومدين هاتفيا ليقول له: (لم تبق عندي طائرة واحدة سليمة، أرجو أن ترسل إليّ بعض الطائرات)، فأجابه بومدين على الفور: (كلّ ما تملكه الجزائر سبع وأربعون طائرة حربية، أرسل طيّارين مصريين لاستلامها لأن الطيّارين الجزائريين في بداية تدريباتهم)· وفي الغد طلب السفير الأمريكي بالجزائر مقابلة الرئيس بومدين لتبليغه رسالة من الرئيس الأمريكي، واستقبل من قِبل بومدين فورا، فقال سفير أمريكا: (كلّفني الرئيس الأمريكي بأن أنقل إليكم أن حكومته لا تنظر بعين الارتياح إلى إرسال الجزائر للطائرات الحربية إلى عبد النّاصر)، فأجاب بومدين بنبرة غاضبة على الفور: (أوّلا انتهى ذاك الزمن الذي كانت فيه أمريكا تأمر والبلدان الصغيرة تطيع، وثانيا انتهى وقت المقابلة)·
تقول مصادر تاريخية إنه عندما وقعت هزيمة 1967 لم يصدّق الرئيس الجزائري الرّاحل هواري بومدين ما سمعه، فكان يسأل عبد النّاصر باستغراب: (ماذا حدث لجيشك يا سيادة الرئيس؟)، فقال له عبد النّاصر: (لقد أصيب الجيش بسكتة قلبية؟ ولا يمكن أن نصف ما حدث إلاّ بهذا الوصف). لكن (الموسطاش) بومدين ـ الذي تمرّ اليوم الخميس الذكرى الـ 34 على رحيله ـ لم يهضم هذا التبرير من عبد النّاصر، خاصّة وأنه كان يعتبره مثله الأعلى فقال لأحد مساعديه في لحظة انفعال: (لو كنت مكان عبد النّاصر ولحق بجيشي ما لحق بجيش مصر لأطلقت النّار على رأسي)، لكنه طار إلى القاهرة وموسكو لترميم ما تهدّم وإعادة الرّوح إلى مصر·
في مساء يوم 5 جوان 1967 اتّصل جمال عبد النّاصر بالرّاحل بومدين هاتفيا ليقول له: (لم تبق عندي طائرة واحدة سليمة، أرجو أن ترسل إليّ بعض الطائرات)، فأجابه بومدين على الفور: (كلّ ما تملكه الجزائر سبع وأربعون طائرة حربية، أرسل طيّارين مصريين لاستلامها لأن الطيّارين الجزائريين في بداية تدريباتهم)· وفي الغد طلب السفير الأمريكي بالجزائر مقابلة الرئيس بومدين لتبليغه رسالة من الرئيس الأمريكي، واستقبل من قِبل بومدين فورا، فقال سفير أمريكا: (كلّفني الرئيس الأمريكي بأن أنقل إليكم أن حكومته لا تنظر بعين الارتياح إلى إرسال الجزائر للطائرات الحربية إلى عبد النّاصر)، فأجاب بومدين بنبرة غاضبة على الفور: (أوّلا انتهى ذاك الزمن الذي كانت فيه أمريكا تأمر والبلدان الصغيرة تطيع، وثانيا انتهى وقت المقابلة)·