الحمد لله والصلاه والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه
ليكن الشهر الكريم هذه السنة نقطة تحول في حياتك وبداية تغيير للأفضل
أهنئ نفسي وإياكم بدخول هذا الشهر المبارك، الذي هو درة الشهور وأفضلها، فكم من الناس
ممن كان ينتظر بلوغه لكن الموت حال بينه وبين رمضان، أهنئ نفسي وإياكم بفتح أبواب الجنان
وغلق أبواب النيران، بتصفيد الشياطين وفتح أبواب الرحمات، المنادي ينادي كل ساعة يقول: «يا
باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر» فهل من مجيب يتنافس مع غيره في سباق رمضان،
وأحببت مع بداية الشهر أن أذكر نفسى واذكركم ببعض النقاط:
1- ذكر نفسك دوما بالإخلاص في النية، فلا يقبل الصيام ولا القيام إلا بنية خالصة لوجه الله الكريم،
ومن جعل صيامه وقيامه جزءا من العادات لا أكثر، وظن أنه مجبر على الصيام لأن الناس تصوم
ويمنعه من الفطر الحرج الاجتماعي فهذا ينقصه الاحتساب والنية، ولابد من الصيام مع الإيمان
والاحتساب.
2- ابدأ رمضان بتوبة صادقة، والتوبة لابد لها من الندم على ما مضى والحزن على ما سلف وعزيمة
صادقة على التغيير والإقبال على الله، وليكن رمضان هذه السنة نقطة تحول في حياتك وبداية
تغيير للأفضل.
3- جاهد نفسك في أول الايام بالبعد عن المسلسلات والبرامج التي لا تناسب هذا الشهر الكريم،
فإذا استطعت في العشر الأول أن تهجر ما يلهيك عن العبادة والطاعة في شاشة التلفاز فإن الله
سيعينك على قضاء الشهر كله في الذكر والعبادة.
4- رمضان لم يشرف إلا بسبب نزول القرآن فيه، فهذا شهر القرآن، قراءة وتدبرا وفهما وعملا
وحفظا، وما أشهر أن يختم الواحد منا القرآن كل أسبوع، ومنا من سيختم كل ثلاثة ايام، والصالحون
من سلف هذه الامة كانوا يدعون مجالس العلم وقراءة الكتب النافعة للعكوف على القرآن في هذا الشهر، وكان نبينا -صل الله عليه وآله وسلم- يتدارس القرآن في هذا الشهر مع جبريل -عليه
السلام-، أفضل البشر مع أفضل الملائكة مع أفضل الكتب في أفضل الأزمان، فهنيئا لمن أشغل
وقته بالقرآن.
5- احرص على صلاة التراويح من أول رمضان إلى نهايته، ولا تحرص على أسرع الناس صلاة بل
احرص على أكملهم وأحسنهم صلاة، وإذا صليت التراويح فلا تنصرف، إلا بعد سلام الامام فإنه
يكتب لك قيام ليلة.
6- احرص في رمضان على إخراج الصدقة كل يوم، فهذه الأيام فضيلة، والصدقات في رمضان ليست
كغيرها في شهور أخرى، ومن أفضل الجود والكرم تفطير الصائمين ومن فطر صائما فله مثل أجره.
7- أربع من جمعها في يوم مخلصا قلبه فيها لله وجبت له الجنة، الصيام والصدقة واتباع جنازة
وعيادة مريض، فمن خصص يوما في الأسبوع لهذه الأربع وعود أبناءه على هذه الأربع فقد حاز فضلا
كبيرا.
8- الأسواق تزدحم في شهر رمضان، فليتق الله كل مسلم ومسلمة، وليعلموا أن الله مطلع علينا
يراقبنا، وعلى كل واحد منا رقيب عتيد، فلا يكن الواحد منا مطيعا لله بنهاره ويخرب ما فعل ويفسد
أعماله الصالحة في ليلة، فليالي رمضان شريفة فضيلة مثل أيامه، وخروج بعض الفتيات بلباس لا
يليق وغير محتشم، ومعاكسة الشباب للفتيات أمر يزداد حرمة في هذا الشهر، الشياطين قد
صفدت والمنادي ينادي باغي الشر أن يقصر ومع هذا فالبعض وللأسف لا يردعه هذا الشهر عن
فجوره ومجاهرته في معاصيه وإيذاء خلق الله، وحقا «إذا لم تستح فاصنع ما شئت» .
9- رمضان فرصة لتقوية روابط الأسرة ولحمتها وصلة الأرحام وتأليف قلوبها، والإحسان إلى الجيران
وإزالة الحواجز بينها، فليكن رمضان صفحة جديدة بيننا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام، ومن العجيب
أنك ترى البعض لا يهتم بأسرته وأبنائه في رمضان، فمن ديوانية لأخرى، أو مقهى وأصحاب، أما
أبناؤه فصحبة السوء تتلقفهم، و«كفى بالمرء إثما أن يضيع من يقوت» .
10- ثلاث ساعات ثمينة في شهر رمضان وفي كل يوم أولها، ساعة بعد الفجر حتى طلوع
الشمس، ثانيها ساعة قبل الغروب حتى غروب الشمس، وثالثها آخر ساعة بالسحر قبل الفجر،
فاحرص على هذه الثلاث ولا تدعها تفوت عليك فأجرها عظيم عند الله -تعالى-: {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ
قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ (39) وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَأَدْبَارَ السُّجُودِ} .
ومضة
قال (أبو هريرة) -رضي الله عنه-: "إن البيت الذي يتلى فيه القرآن اتسع بأهله وكثر خيره
وحضرته الملائكة وخرجت منه الشياطين وإن البيت الذي لا يتلى فيه كتاب الله -عز وجل- ضاق
بأهله وقل خيره وخرجت منه الملائكة وحضرته الشياطين".