هذا الإمام عثمان فمن أنتم؟!!
تطاول أحدهم فكتب كلامًا فجًّا في جناب الإمام السيد ذي النورين والصحابي الجليل العفيف عثمان بن عفان رضوان الله عليه.
ذاك الجبل الأشم، والنجم العالي، طاهر الجناب، نقي النفس، الزاهد، الوَرِع، أو كما يصفه أبو نعيم الأصبهاني: «ذو النورينِ، والخائف ذو الهجرتين، والمصلي إلى القِبلتين، هو عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه، كان من الذين {آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَوْا وَآمَنُوا ثُمَّ اتَّقَوْا وَأَحْسَنُوا} [المائدة: 93]، فكان ممن {هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ} [الزمر: 9]، غالب أحواله الكرم والحياء، والحذر والرجاء، حَظُّه من النهار الجود والصيام، ومن الليل السجود والقيام، مُبَشَّرٌ بالبَلْوَى، ومُنَعَّمٌ بالنَّجْوَى» [حلية الأولياء 1/55].
ولا يضر أمير المؤمنين، وثالث الخلفاء الراشدين، ما يلوكه لسانُ حاقدٍ، أو يحويه قلبُ حاسدٍ، على تلك المنزلة التي نالها الخليفة الراشد، رضوان الله عليه، بعدما كان من السابقين إلى الإسلام، وبلغ فيه منزلة ومكانة سامية، وزوَّجَه النبي صلى الله عليه وسلم بابنته رقية، فلما ماتت زوَّجه بأختها أم كلثوم، ولهذا لُقِّب عثمان بذي النورين، لزواجه باثنتين من بنات النبي صلى الله عليه وسلم.
بشَّره النبي صلى الله عليه وسلم بالشهادة، وبالجنة، ووصفه عليه السلام بأنه رجلٌ حَييّ.
وكان عليه السلام مضطجعًا مرة كاشفًا عن ساقيه أو ركبتيه، فلما دخل عثمان جلس عليه السلام وسَوَّى ثيابه وقال: «ألا أستحي من رجلٍ تستحي منه الملائكة؟».
بَشَرٌ تستحي منه الملائكة، وشهيدٌ يمشي على الأرض، ورجلٌ من أهل الجنة.
أما الأخلاق فهي هو وهو عنوانها، قال يومًا وهو الصادق البرّ الأمين: «فو الله ما زنيت في جاهلية ولا في إسلام قط، ولا أحببتُ أن لي بديني بدلا منذ هداني الله، ولا قتلتُ نفسًا».
واحتاج المسلمون الماء فحفر لهم بئرًا، وأرادوا تجهيز جيش العُسْرَة فجهزه لهم بالإبل والخيل وكل شيء حتى ما تُربط به الأسقية.
وقالوا عنه: لما تولّى الخلافة كان «يصنع للناس طعامَ الأمراء، ويدخل بيته فيأكل الخل والزيت».
وخلّدَ الله اسمه وذِكْرَه على الدوام حين ربط اسمه بكتابه الكريم، فإليه يُنسب المصحف العثماني والخط العثماني، لما بذله في جمع المصحف الشريف.
وحين نتكلم عن جمع المصحف ومجهود السيد العظيم في جمعه وتدوينه، فنحن نفتح بابًا لفهم أبعاد المؤامرة والعدواة لهذا الخليفة الراشد، ولك أن تبحث عن أكثر الصحابة تعرُّضًا للنقد، فستجد على رأسهم مثل عثمان بن عفان، صاحب المجهود الرائع في جمع القرآن الكريم وتدوينه، ومثل أبي هريرة رضي الله عنه، الصحابي صاحب آلاف الروايات والأحاديث التي نقلها عن النبي صلى الله عليه وسلم.
فنحن هنا أمام رجلين هدمهما يعني هدم الإسلام، فما بالك ببقية الصحابة الكرام؟.
ومِن هنا نفهم سر هذه الهجمات المتتالية المكررة خاصة على السيدين الجليلين عثمان بن عفان وأبي هريرة رضي الله عنهما، لما لهما من أهمية ومنزلة عالية في الإسلام.
وما مِن شيءٍ وجهتْه إليهم سهام الغدر والتشويش إلا سقط صريعًا أمام صفعة الحق الواضح، فيمضي السيد الجليل قويًا شامخًا، ويترنح معارضه وحاسده ثم يهوي إلى «مزابل» التاريخ فيختفي للأبد، وهكذا على الدوام، والحمد لله رب العالمين.
وقد بلغ ورع عثمان وعدله وقيامه بالحق أن يقيم حدًّا على أخٍ له غير شقيق، وهو أخوه لأمه الوليد بن عقبة، وكان عثمان رضي الله عنه، قد ولّاه على الكوفة، فتكلم الناس في حق الوليد بكلام كثير، وبادر بعضهم يقول لعثمان: «إن لي إليك حاجة، وهي نصيحة لك، وقد أكثر الناس في شأن الوليد»، فقال عثمان: «أما ما ذكرت من شأن الوليد، فسنأخذ فيه بالحق إن شاء الله، ثم دعا عليًّا، فأمره أن يجلده فجلده»، وعزله.
وإنما قامت الدنيا وصلحت لهم بمثل هذا العدل، حتى على أقرب الأقربين، فلا محاباة في الحق، وتلك أنشودة الصادقين في سيرتهم وحكمهم، تكلموا فصدقوا، وعملوا فكان عملهم موافقًا لكلامهم.
كتبه صلاح فتحى.
تطاول أحدهم فكتب كلامًا فجًّا في جناب الإمام السيد ذي النورين والصحابي الجليل العفيف عثمان بن عفان رضوان الله عليه.
ذاك الجبل الأشم، والنجم العالي، طاهر الجناب، نقي النفس، الزاهد، الوَرِع، أو كما يصفه أبو نعيم الأصبهاني: «ذو النورينِ، والخائف ذو الهجرتين، والمصلي إلى القِبلتين، هو عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه، كان من الذين {آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَوْا وَآمَنُوا ثُمَّ اتَّقَوْا وَأَحْسَنُوا} [المائدة: 93]، فكان ممن {هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ} [الزمر: 9]، غالب أحواله الكرم والحياء، والحذر والرجاء، حَظُّه من النهار الجود والصيام، ومن الليل السجود والقيام، مُبَشَّرٌ بالبَلْوَى، ومُنَعَّمٌ بالنَّجْوَى» [حلية الأولياء 1/55].
ولا يضر أمير المؤمنين، وثالث الخلفاء الراشدين، ما يلوكه لسانُ حاقدٍ، أو يحويه قلبُ حاسدٍ، على تلك المنزلة التي نالها الخليفة الراشد، رضوان الله عليه، بعدما كان من السابقين إلى الإسلام، وبلغ فيه منزلة ومكانة سامية، وزوَّجَه النبي صلى الله عليه وسلم بابنته رقية، فلما ماتت زوَّجه بأختها أم كلثوم، ولهذا لُقِّب عثمان بذي النورين، لزواجه باثنتين من بنات النبي صلى الله عليه وسلم.
بشَّره النبي صلى الله عليه وسلم بالشهادة، وبالجنة، ووصفه عليه السلام بأنه رجلٌ حَييّ.
وكان عليه السلام مضطجعًا مرة كاشفًا عن ساقيه أو ركبتيه، فلما دخل عثمان جلس عليه السلام وسَوَّى ثيابه وقال: «ألا أستحي من رجلٍ تستحي منه الملائكة؟».
بَشَرٌ تستحي منه الملائكة، وشهيدٌ يمشي على الأرض، ورجلٌ من أهل الجنة.
أما الأخلاق فهي هو وهو عنوانها، قال يومًا وهو الصادق البرّ الأمين: «فو الله ما زنيت في جاهلية ولا في إسلام قط، ولا أحببتُ أن لي بديني بدلا منذ هداني الله، ولا قتلتُ نفسًا».
واحتاج المسلمون الماء فحفر لهم بئرًا، وأرادوا تجهيز جيش العُسْرَة فجهزه لهم بالإبل والخيل وكل شيء حتى ما تُربط به الأسقية.
وقالوا عنه: لما تولّى الخلافة كان «يصنع للناس طعامَ الأمراء، ويدخل بيته فيأكل الخل والزيت».
وخلّدَ الله اسمه وذِكْرَه على الدوام حين ربط اسمه بكتابه الكريم، فإليه يُنسب المصحف العثماني والخط العثماني، لما بذله في جمع المصحف الشريف.
وحين نتكلم عن جمع المصحف ومجهود السيد العظيم في جمعه وتدوينه، فنحن نفتح بابًا لفهم أبعاد المؤامرة والعدواة لهذا الخليفة الراشد، ولك أن تبحث عن أكثر الصحابة تعرُّضًا للنقد، فستجد على رأسهم مثل عثمان بن عفان، صاحب المجهود الرائع في جمع القرآن الكريم وتدوينه، ومثل أبي هريرة رضي الله عنه، الصحابي صاحب آلاف الروايات والأحاديث التي نقلها عن النبي صلى الله عليه وسلم.
فنحن هنا أمام رجلين هدمهما يعني هدم الإسلام، فما بالك ببقية الصحابة الكرام؟.
ومِن هنا نفهم سر هذه الهجمات المتتالية المكررة خاصة على السيدين الجليلين عثمان بن عفان وأبي هريرة رضي الله عنهما، لما لهما من أهمية ومنزلة عالية في الإسلام.
وما مِن شيءٍ وجهتْه إليهم سهام الغدر والتشويش إلا سقط صريعًا أمام صفعة الحق الواضح، فيمضي السيد الجليل قويًا شامخًا، ويترنح معارضه وحاسده ثم يهوي إلى «مزابل» التاريخ فيختفي للأبد، وهكذا على الدوام، والحمد لله رب العالمين.
وقد بلغ ورع عثمان وعدله وقيامه بالحق أن يقيم حدًّا على أخٍ له غير شقيق، وهو أخوه لأمه الوليد بن عقبة، وكان عثمان رضي الله عنه، قد ولّاه على الكوفة، فتكلم الناس في حق الوليد بكلام كثير، وبادر بعضهم يقول لعثمان: «إن لي إليك حاجة، وهي نصيحة لك، وقد أكثر الناس في شأن الوليد»، فقال عثمان: «أما ما ذكرت من شأن الوليد، فسنأخذ فيه بالحق إن شاء الله، ثم دعا عليًّا، فأمره أن يجلده فجلده»، وعزله.
وإنما قامت الدنيا وصلحت لهم بمثل هذا العدل، حتى على أقرب الأقربين، فلا محاباة في الحق، وتلك أنشودة الصادقين في سيرتهم وحكمهم، تكلموا فصدقوا، وعملوا فكان عملهم موافقًا لكلامهم.
كتبه صلاح فتحى.