.
.
.
تتهادى الذكريات التي ترتبط بالمدرسة رويداً رويداً ..
حتى تصل إلى أصقاع ذاكرتي التي إمتزجت بمواقف منها المُحزن والساخر معاً! ، و لأنني قرأتُ مؤخراً عن الكثير من الحالات
التي شهد لها التاريخ للبعض من الأشخاص الذين لمعت أسمائهم بفضل أفعالهم الشنيعة ، و بعد أن تذكرتُ أولَ صفعة تاريخية
في مرحلتي الإبتدائية من معلم التربية البدنية - تحديداً الصف الأول / ألف - فقد تعلمتُ أخيراً " ألف باء " العنف! ، و لم أكن
أدرك أن تلك الصفعة التي تناولتها بكل صدرٍ رحب وإن كان بالإكراه ، ستكون حالة مرادفة لأشهر الصفعات في التاريخ ..
يبدو أنني إنسان / عظيم!
تتجلى معاني القسوة من معلمي الرياضيات دوماً ، لا أعرفُ سبباً لهذا الرابط - الهلامي - الذي يربط هؤلاء المعلمين بهذه المادة
فالرياضيات تبدو في واقع الأمر / عنيفة! ، منهجها يوحي لك أن من قام بتأليفه يُريد الإنتقام من شيء ما! ، دلالاتها العميقة
والجذرية و رموزها الخرقاء و هندستها البلهاء لا تعطي إنطباعاً جميلاً في العادة .. حتى / الدوافير ، يُبدون لها أحياناً شيئاً من
الإمتعاض!
نعودُ إلى صلبِ التاريخ المُدوي ، وتاريخنا - معاشر الطلاب - نقشته أيدي كثير من الأساتذة ، تاريخنا تتلألأ فيهِ نقوش مُسطرة
بماء الذهب ، إذ كنا نُجلد و نُهان و نُصفع بأكف الشناعة ، و في آخر المساء يدعون لنا أمهاتنا بأكفِّ الضراعة / أن ننجح
ونستقيم ، أن نتحمل كالبهيم! ، أن لا نرفع صوتنا في وجه المعلم ، لماذا لا نفعل ذلك يا أبي و أمي ؟ ، أووص / لأنه معلم!
و بينما كنتُ أسير في الفسحة - الجهنمية - تحت لهيب الشمس حاملاً معي حقيبتي ، و إذا بمعلم الرياضة يسيرُ نحوي كأنه الويل
قادماً من بعد خطوات ، ثم يهرفُ بيده السمينة ملئ الهواء ليصفع وجهي كله! ، قلتُ و الدموعُ تسبح في عينيَّ و القلب وجلٌ :
خير يا أستاذي ؟؟ ، قالَ : لماذا تأخذ حقيبتك معك هنا في الساحة ؟
بئسَ الساحة ، و المعلم .. و الفسحة كلها!
وفي المرحلة - المتوسطة - تطور الأمرُ إلى أبعادٍ فلسفية أخرى في عالم الضرب ، و الركل ، و ألعاب الكونفو الشهيرة!
تحدثتُ إلى أحد أصدقائي آنذاك عن إختلاف المرحلتين .. قال هيَ يا صديقي ذات " العقوبتيْن " ، إن كنت تتلقى الصفعات في
مرحلتك الأولى ، فستتناول الجلدات في الأخرى ، ثم ضحكتُ وضحكنا سوياً حتى أننا في يومٍ ما / بكينا معاً ..
إن أشنع العنف الذي لحقَ بي كان في مرحلتي الإعدادية! ، نعم .. تناولت جميع الصفعات - بأنواعها - و كل الجلدات بأدواتها
و في آخر العام ، سُئلت سؤالاً في الفقه عن أحكام بيني و بين إستيعابها أعواماً مديدة و سنين طوال من الفهم! ، و حينَ لم أجب
كانَ العقابُ - يا معاشر الطلاب - مُـشرِّفاً .. جديراً بالتكريم لمعلم الشريعة .. فـ بوركتَ يا أستاذي ، فقد طرحتني أرضاً بعرقلة
فنية مثيرة!
ثم ربطتَ كلتا ساقيَّ بحبلٍ لا أدري من أين إستخرجته ذلك الوقت ، من جيبك ، أم من حقيبتك ..
و إذ بجلداتٍ تتلوها الجلدات في أخمص القدمين ، ولو نطقتْ السياط ، لسخرتْ من ضرباتها في هذا المكان!
إلى أن هممتُ بالوقوف ، لأخطو خطواتي الطَّموحة .. نحو المُستقبل!
.
.
* بقلمي
تحية عبقة ،،
.
.
تتهادى الذكريات التي ترتبط بالمدرسة رويداً رويداً ..
حتى تصل إلى أصقاع ذاكرتي التي إمتزجت بمواقف منها المُحزن والساخر معاً! ، و لأنني قرأتُ مؤخراً عن الكثير من الحالات
التي شهد لها التاريخ للبعض من الأشخاص الذين لمعت أسمائهم بفضل أفعالهم الشنيعة ، و بعد أن تذكرتُ أولَ صفعة تاريخية
في مرحلتي الإبتدائية من معلم التربية البدنية - تحديداً الصف الأول / ألف - فقد تعلمتُ أخيراً " ألف باء " العنف! ، و لم أكن
أدرك أن تلك الصفعة التي تناولتها بكل صدرٍ رحب وإن كان بالإكراه ، ستكون حالة مرادفة لأشهر الصفعات في التاريخ ..
يبدو أنني إنسان / عظيم!
تتجلى معاني القسوة من معلمي الرياضيات دوماً ، لا أعرفُ سبباً لهذا الرابط - الهلامي - الذي يربط هؤلاء المعلمين بهذه المادة
فالرياضيات تبدو في واقع الأمر / عنيفة! ، منهجها يوحي لك أن من قام بتأليفه يُريد الإنتقام من شيء ما! ، دلالاتها العميقة
والجذرية و رموزها الخرقاء و هندستها البلهاء لا تعطي إنطباعاً جميلاً في العادة .. حتى / الدوافير ، يُبدون لها أحياناً شيئاً من
الإمتعاض!
نعودُ إلى صلبِ التاريخ المُدوي ، وتاريخنا - معاشر الطلاب - نقشته أيدي كثير من الأساتذة ، تاريخنا تتلألأ فيهِ نقوش مُسطرة
بماء الذهب ، إذ كنا نُجلد و نُهان و نُصفع بأكف الشناعة ، و في آخر المساء يدعون لنا أمهاتنا بأكفِّ الضراعة / أن ننجح
ونستقيم ، أن نتحمل كالبهيم! ، أن لا نرفع صوتنا في وجه المعلم ، لماذا لا نفعل ذلك يا أبي و أمي ؟ ، أووص / لأنه معلم!
و بينما كنتُ أسير في الفسحة - الجهنمية - تحت لهيب الشمس حاملاً معي حقيبتي ، و إذا بمعلم الرياضة يسيرُ نحوي كأنه الويل
قادماً من بعد خطوات ، ثم يهرفُ بيده السمينة ملئ الهواء ليصفع وجهي كله! ، قلتُ و الدموعُ تسبح في عينيَّ و القلب وجلٌ :
خير يا أستاذي ؟؟ ، قالَ : لماذا تأخذ حقيبتك معك هنا في الساحة ؟
بئسَ الساحة ، و المعلم .. و الفسحة كلها!
وفي المرحلة - المتوسطة - تطور الأمرُ إلى أبعادٍ فلسفية أخرى في عالم الضرب ، و الركل ، و ألعاب الكونفو الشهيرة!
تحدثتُ إلى أحد أصدقائي آنذاك عن إختلاف المرحلتين .. قال هيَ يا صديقي ذات " العقوبتيْن " ، إن كنت تتلقى الصفعات في
مرحلتك الأولى ، فستتناول الجلدات في الأخرى ، ثم ضحكتُ وضحكنا سوياً حتى أننا في يومٍ ما / بكينا معاً ..
إن أشنع العنف الذي لحقَ بي كان في مرحلتي الإعدادية! ، نعم .. تناولت جميع الصفعات - بأنواعها - و كل الجلدات بأدواتها
و في آخر العام ، سُئلت سؤالاً في الفقه عن أحكام بيني و بين إستيعابها أعواماً مديدة و سنين طوال من الفهم! ، و حينَ لم أجب
كانَ العقابُ - يا معاشر الطلاب - مُـشرِّفاً .. جديراً بالتكريم لمعلم الشريعة .. فـ بوركتَ يا أستاذي ، فقد طرحتني أرضاً بعرقلة
فنية مثيرة!
ثم ربطتَ كلتا ساقيَّ بحبلٍ لا أدري من أين إستخرجته ذلك الوقت ، من جيبك ، أم من حقيبتك ..
و إذ بجلداتٍ تتلوها الجلدات في أخمص القدمين ، ولو نطقتْ السياط ، لسخرتْ من ضرباتها في هذا المكان!
إلى أن هممتُ بالوقوف ، لأخطو خطواتي الطَّموحة .. نحو المُستقبل!
.
.
* بقلمي
تحية عبقة ،،