لاتغفل عن يوم فضل يوم القر
هي أعظم أيام الدنيا، روى أحمد عن عبد الله بن قرط أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال:" أعظم الأيام عند الله يوم النحر ويوم القر".. ويوم القر هو اليوم الأول من أيام التشريق..
أيام التشريق من آخر أيام الحج، والتي يقضي فيها الحجيج مناسكهم ويكملون حجهم، فيختمونها بالتقرب إلى الله تعالى بالهدي والذبائح ورمي الجمار والعمل الصالح وذكر الله تعالى لقوله تعالى: { فَإِذَا قَضَيْتُم مَّنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُواْ اللّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْراً }البقرة..
قال ابن القيم: " وأفضل الذكر وأنفعه ما تواطأ في القلب واللسان وكان من الأذكار النبوية وشهد الذاكر معانيه ومقاصده"أ.هـ
وذكر الله يكون عقب الصلوات بالتكبير في أدبارها والتسمية والتكبير عند ذبح النسك، وبالتكبير عند رمي الجمار وبالدعاء فيها، وعند الأكل من لحوم الذبائح..
ولهذا أشار النبي (صلى الله عليه وسلم) " إنها أيام أكل وشرب وذكر لله تعالى" هذا إشارة أن الأكل يعين على ذكر الله تعالى وطاعته وهذا من تمام شكر النعمة أن يستعان بها على طاعته..
وكان ابن عمر (رضي الله عنهما) يكبر في أيام التشريق بمنى فيسمعه أهل المسجد فيكبرون، ويكبر أهل الأسواق حتى ترتج منى تكبيراً..
وكان بن عمر يكبر بمنى خلف الصلوات وعلى فراشه وفي فسطاطه ومجلسه وممشاه..
وكانت ميمونة تكبر يوم النحر وكان النساء يكبرن خلف إبان بن عفان وعمر بن عبد العزيز ليالي التشريق مع الرجال في المساجد (صحيح البخاري)..
هي أيام يجتمع فيها نعيم القلوب ونعيم الأبدان، فيجتمع فيها نعيم الأبدان للمؤمنين بالأكل والشرب، ونعيم القلوب بالذكر والشكر فتتم النعمة للمؤمنين..
قال الحافظ بن رجب:" في قول النبي (صلى الله عليه وسلم) " إنها أيام أكل وشرب وذكر لله تعالى" إشارة إلى أن الأكل والشرب في أيام الأعياد إنما يستعان به على ذكر الله تعالى وطاعته"..
ومن أجل نعم الله على عباده التي تستحق الشكر نعمة تسخير الأنعام ونحن نرى أثرها في أيام التشريق وكيف سخرها وأحلها لنا..