نقلا عن مقال بعُنوان ـ( مجالس التّذكير ــ مُلك النّبوّة )ـ , للعلاّمة ابن باديس , والذي نشرته مجلّة الشّهاب في الجُزء الخامس من المُجلّد الخامس عشر , الصّادر في غرّة جُمادى الأولى 1358هجريّة المُوافق لـ 9 جوان 1939 للميلاد :
تعليم وقدوة :
من حقّ الرّعيّة على راعيها أن يتفقدّها ويتعرّف أحوالها إذ هو مسؤول عن الجليل والدّقيق منها يُباشرُ بنفسه ما استطاع مُباشرته منها ويضعُ الوسائل التّي تُطلعه على ما غاب عليه منها ويُنيط بأهل الخبرة والمقدرة والأمانة أحوالها حتّى تكون أحوال كلّ ناحيّة معروفة مُباشرة لمن كلّف بها , فهذا سُليمان على عظمة مُلكه واتّساع جيشه وكثرة أتباعه قد تولّى التّفقد بنفسه ولم يُهمل أمر الهُدهُد على صغره وصغر مكانه , وقد كان عُمرُ بنُ الخطّاب رضي الله عنه يقول : لو أنّ سخلة بشاطئ الفرات يأخُذها الذّئب ليُسأل عنها عُمر , وهذا التفقد والتّعرّف هو على كلّ راع في الأمم والجماعات والأسر والرّفاق وكلّ من كانت له رعيّة
الأدبُ في قبوُل العلم
نقلا عن مقال بعُنوان ـ( مجالس التّذكير , مُلك النّبوّة , القسم الخامس )ـ للعلاّمة ابن باديس رحمه الله , والذي نشرته مجلّة الشّهاب في جُزئها السّادس من المُجلّد الخامس عشر الصّادر غُرّة جُمادى الثانيّة 1358 هجريّة المُوافق لـ 18 جويلية 1939 للميلاد :
أدبٌ واقتداء : . . . للصّغير أن يقول للكبير وللحقير أن يقول للجليل علمتُ ما لم تعلم وعندي ما ليس عندك إذا كان من ذلك على يقين وكان لقصد صحيح , ومن أدب من قيل له ذلك ولو كان كبيرا جليلا أن يتقبّل ذلك ولا يُبادر بردّه وعليه أن ينظُر فيه ليعرف مقدار صدق قائله فيقبله أو يردّه بعد النّظر والتّأمّل , إذ قد يكون في أصغر مخلوقات الله وأحقرها من يُحيط علما بما لم يُحط مثلُ سُليمان صلّى الله عليه وسلّم في علمه وحكمته واتساع مدركاته , وكفى بمثل هذا زاجرا لكلّ ذي علم عن الإعجاب بعلمه والاغترار بسعة اطّلاعه والتّرفع عن الاستفادة ممّن دونه
سلاحُ الفوز والظّفر
الصّدق في العمل والإخلاص للمبدأ , والثبات في ميادين الكفاح والصّبرُ على الأذى في سبيل الحقّ هي وحدها السّلاح الذي يضمن لنا الفوز والظّفر , والنّجاح ولنا في رسُول الله المثلُ الكامل والأسوة الحسنة