.
.
.
حينَ تنكبُّ عليك الظروف القاسية بمرارتها و أحداثها ، فلا تلبث أن تنزوي بعيداً عن الآخرين ..
مُتأثراً بها ، حانقاً عليها .. ومتألماً منها! ، وهكذا هيَ طبيعتنا في نهاية الأمر ، و لكن ليسَ بهذا الشكل نستطيع مجاراة الحياة
بكل ما فيها مما هوَ سارٌ و حزين ، و لا يبدو أننا نعطي قدراً لنعم كثيرة من حولنا ، أصبحنا لا نستشعرها لأننا تشبعنا طويلاً بما
ألفناه في معيشتنا .. و لا خير في عيشٍ لا ننعم فيه إلا بطعام و شرابٍ و شهوة و كل الملذات التي ننقاد إليها بلا إحساس!
لا .. هذه لا تسمى حياة ، و لا معيشة .. فلا فرق حينها بيننا كبشر والبهائم ، كلانا نشبع أجسادنا أكلاً و شرباً و جنساً!
في أعقاب الربيع العربي ، خجلتُ كثيراً! ، و للعفو - فأنا لستُ ضليعاً بالسياسة - إلا أنني أرقبُ تبعاتِها عن بُعد .. و أقتنصُ
ما يدور في دهاليز الشارع السياسي الثائر في هذه الأيام المتلبدة بالغيوم السوداء ، و أشعرُ بضبابيةِ العديد من تلك البرامج
السياسية التي عادة ما تجد فيها المذيع متبسماً ، بينما الضيف غاضباً جداً .. عندها تشعرُ أن هذا الغضب مدفوعاً الثمن!
من خلف الكواليس ..
دعوني أستطردُ بالخجل أعزائي القراء .. فمنذ مدة طويلة لم أخجل!
بل ولم أبكي! .. ليسَ ألماً ، ولكن من فرط ما أنا فيه من الحياء الذي هزني لا كعزباء في حفل زفافها ، ولا كطفلٍ متبرعمٍ ، ولا
كشابٍ أمام خطيبتهِ وهو يُلبسها خاتماً بثمن عمره الذي مضى! ، لا لا .. بل خجلتُ أسفاً على حالي الذي ينعمُ بالراحة والزهاء
و الإطمئنان! ..
نعم .. خجلتُ - عزيزي القارئ - على نفسي ، و أنا أرى زميلاً سورياً لي يعمل بكل روح الدعابة و المرح ، و هو الذي أتى
إلى هذا الوطن تاركاً خلفه زوجته و أمه و أبيه تحت قصف النظام اللعين! ، بينما أنا الذي آتي إلى عملي مطئمناً على والدتي
وأخوتي و أسرتي .. لم أعهد أنني تبسمتُ في صباحاتِ أيام عملي إلا قليلاً جداً! ، خجلتُ - يا قارئي - و أنا أسمعُ إلى أحدهم
يقولُ لإبنه ( إشتقت إليك يا مشاغباً! ) وهو لا يملكُ رصيداً من الإجازات ليُسافر إلى إبنه الذي تدفق إلى قلبه شوقاً .. و أنا
الذي أملك أياماً تمتد إلى الشهر كاملاً ، ولا أقضيه إلا في روتين يفيض مللاً رغمَ إرتياد كل ما عرفته من منتزهاتٍ وملاهٍ
وبحراً وبراً وجواً ..
خجلتُ .. و خجلتُ حدَّ البكاء ، عندما وجدتُ صديقاً عربياً مقرباً - وافداً - يـُهانُ من ( عميل ) في إحدى الشركات بسببٍ
لا إثم له فيه هذا الصديق! ، رغمَ الغـُربة ، و رغمَ قلة دخله الشهري .. رغمَ إحساس الفقد الذي يعتصرُ مشاعره المكبوتة
بالحياة الكريمة .. رغم كل شيء ، أجده أفضل مني إنتاجاً لعمله و إخلاصاً لشركته التي تمنحه أجراً زهيداً!
حينما تجدُ المُغتربون عن أوطانهم مبتسمينَ برغم الألم وقسوة هذه الدنيا ، تكاد تضحكُ على من يشعرُ بالغربة في وطنه!
ثم تطأطئ رأسك نحو قدميك .. و تلتفُّ حول نفسك و تنكفئ على ذاتك المحبطة التي لا يُرضيها أي شيء ، رغمَ أنك تغتني بكثيرٍ
من الأشياء التي لا تدرك نعمة الإحساس بها التي وهبها الله لك منذ أو عيتَ لحياتك .. عندها ، إملأ يديكَ بكومةٍ من ( التراب )
و حثها في وجهكَ البائس!!
ربما .. سوف يحيى الإحساس في داخلك / المِّيت!
.
.
.
حينَ تنكبُّ عليك الظروف القاسية بمرارتها و أحداثها ، فلا تلبث أن تنزوي بعيداً عن الآخرين ..
مُتأثراً بها ، حانقاً عليها .. ومتألماً منها! ، وهكذا هيَ طبيعتنا في نهاية الأمر ، و لكن ليسَ بهذا الشكل نستطيع مجاراة الحياة
بكل ما فيها مما هوَ سارٌ و حزين ، و لا يبدو أننا نعطي قدراً لنعم كثيرة من حولنا ، أصبحنا لا نستشعرها لأننا تشبعنا طويلاً بما
ألفناه في معيشتنا .. و لا خير في عيشٍ لا ننعم فيه إلا بطعام و شرابٍ و شهوة و كل الملذات التي ننقاد إليها بلا إحساس!
لا .. هذه لا تسمى حياة ، و لا معيشة .. فلا فرق حينها بيننا كبشر والبهائم ، كلانا نشبع أجسادنا أكلاً و شرباً و جنساً!
.
.
.
.
.
في أعقاب الربيع العربي ، خجلتُ كثيراً! ، و للعفو - فأنا لستُ ضليعاً بالسياسة - إلا أنني أرقبُ تبعاتِها عن بُعد .. و أقتنصُ
ما يدور في دهاليز الشارع السياسي الثائر في هذه الأيام المتلبدة بالغيوم السوداء ، و أشعرُ بضبابيةِ العديد من تلك البرامج
السياسية التي عادة ما تجد فيها المذيع متبسماً ، بينما الضيف غاضباً جداً .. عندها تشعرُ أن هذا الغضب مدفوعاً الثمن!
من خلف الكواليس ..
.
.
.
.
.
دعوني أستطردُ بالخجل أعزائي القراء .. فمنذ مدة طويلة لم أخجل!
بل ولم أبكي! .. ليسَ ألماً ، ولكن من فرط ما أنا فيه من الحياء الذي هزني لا كعزباء في حفل زفافها ، ولا كطفلٍ متبرعمٍ ، ولا
كشابٍ أمام خطيبتهِ وهو يُلبسها خاتماً بثمن عمره الذي مضى! ، لا لا .. بل خجلتُ أسفاً على حالي الذي ينعمُ بالراحة والزهاء
و الإطمئنان! ..
نعم .. خجلتُ - عزيزي القارئ - على نفسي ، و أنا أرى زميلاً سورياً لي يعمل بكل روح الدعابة و المرح ، و هو الذي أتى
إلى هذا الوطن تاركاً خلفه زوجته و أمه و أبيه تحت قصف النظام اللعين! ، بينما أنا الذي آتي إلى عملي مطئمناً على والدتي
وأخوتي و أسرتي .. لم أعهد أنني تبسمتُ في صباحاتِ أيام عملي إلا قليلاً جداً! ، خجلتُ - يا قارئي - و أنا أسمعُ إلى أحدهم
يقولُ لإبنه ( إشتقت إليك يا مشاغباً! ) وهو لا يملكُ رصيداً من الإجازات ليُسافر إلى إبنه الذي تدفق إلى قلبه شوقاً .. و أنا
الذي أملك أياماً تمتد إلى الشهر كاملاً ، ولا أقضيه إلا في روتين يفيض مللاً رغمَ إرتياد كل ما عرفته من منتزهاتٍ وملاهٍ
وبحراً وبراً وجواً ..
خجلتُ .. و خجلتُ حدَّ البكاء ، عندما وجدتُ صديقاً عربياً مقرباً - وافداً - يـُهانُ من ( عميل ) في إحدى الشركات بسببٍ
لا إثم له فيه هذا الصديق! ، رغمَ الغـُربة ، و رغمَ قلة دخله الشهري .. رغمَ إحساس الفقد الذي يعتصرُ مشاعره المكبوتة
بالحياة الكريمة .. رغم كل شيء ، أجده أفضل مني إنتاجاً لعمله و إخلاصاً لشركته التي تمنحه أجراً زهيداً!
حينما تجدُ المُغتربون عن أوطانهم مبتسمينَ برغم الألم وقسوة هذه الدنيا ، تكاد تضحكُ على من يشعرُ بالغربة في وطنه!
ثم تطأطئ رأسك نحو قدميك .. و تلتفُّ حول نفسك و تنكفئ على ذاتك المحبطة التي لا يُرضيها أي شيء ، رغمَ أنك تغتني بكثيرٍ
من الأشياء التي لا تدرك نعمة الإحساس بها التي وهبها الله لك منذ أو عيتَ لحياتك .. عندها ، إملأ يديكَ بكومةٍ من ( التراب )
و حثها في وجهكَ البائس!!
ربما .. سوف يحيى الإحساس في داخلك / المِّيت!
.
.
* بقلمي
تحية عبقة ،،.
* بقلمي
.