بسم الله الرحمن الرحيم
لمن ذاق مرارة الفراق وأسلم القلب وهن الحنين وفاضت عبراته على لوح السقوط... تسلل في عظامه سوائل العتاب وعز عليه جرح الخليل كأنما اصطفت عليه سنون العتاب
قد تخفف معها صرخات اللسان وقد تمحي الكتابة بعض الجراح لكن البعض تتملكه غضبت لا تنتهي وحنق لا يكتفي ووابل من الهزائم لا تختفي
لا يستمر وهن النفوس مع اليقين أن الكون شاسع لا يحكمه سوا الخالق وتنتهي سيادة الشر أنصاف ميل
يمضون والشر يحترق ويختفي لا أسفا له
والخائفون الوجلون ينتهي زمن ركوعهم وكسورهم
والواثقون تهتز أمامهم الأراضي والجبال وهم ماضون
أيقنت أنها لحظات لن يمسها أحد سوا الضعيف يرتجي عودة الوهن
أيقنت أن الفراق رحلة سيخوضها الجميع يوما ما
أيقنت أن الحنين ذكرى مع الأمل نصنع منها اكليل ونرتقي لما هو أعلى
سقف الجراح سينتهي وتثمر الأرض الجدباء وتسري الأنهار والفراشات على الزهر تمضي محلقه
وهن النفوس شمعه تضيأ ثم تنطفي لترحل بلا عوده
كن أنت الرفيق المميز ولا تهن إن أضيأت يوما شمعت الفراق